على هامش تصريحات إدريس الأزمي الإدريسي حول معاشات البرلمانيين، علق الدكتور إدريس الكنبوري بأن هناك من أخذ يتحدث عن التطوع ويقول إن العمل السياسي عمل تطوعي، ويعزف على هذا الوتر لدغدغة مشاعر الناس، بل بعضهم يقول ذلك عن حسن نية. وهذا من أعظم الجهل وأوخم الكلمات. الذين يقولون هذا هم نفس المغاربة الذين يقولون إن العمل السياسي في المغرب تسيطر عليه الانتهازية والتكسب، وهم الذين يتحدثون عن علاقة المال بالسياسة، ويتحدثون عن الفساد السياسي الذي يؤدي إلى الفساد المالي والعكس، وأخيرا يتحدثون عن "المال السياسي". وأضاف المحلل السياسي المغربي، الوعي الجمعي في المغرب يعيش كارثة حقيقية، لذلك يسهل أن يسيطر ضعاف المستوى على شريحة واسعة من المواطنين عبر 25 كلمة يكتبونها كل يوم في الفيسبوك. وأكبر عدو للسياسة والديمقراطية هو هذا الوعي القاسي. نظريا العمل السياسي والجمعوي في المغرب تطوعي، لكن متى وفي أي عصر كانت النظرية هي التي تحكم؟ إنه لمن البؤس الشديد وقلة العافية أن يرى المواطن رجل سياسة ينتقل من طبقة دنيا إلى طبقة أعلى في بضع سنين ثم يزعم أن العمل السياسي تطوعي. وإنه لمن البؤس أن يرى المواطن رجل سياسة يتهافت على الانتخابات ويشتري كل شيء بالمال من التزكية إلى التحلية ثم يزعم أن العمل السياسي تطوعي. الذين أثروا بالسياسة في المغرب قد يصل عددهم الى ثلث أو ربع الذين أثروا بالتجارة الدولية والاستيراد والتصدير أو بيع قطع الغيار بالجملة. ولو أن العمل السياسي في المغرب تطوعي لما وصلنا إلى وصلنا إليه اليوم، في أكتوبر 2020. أما العمل الجمعوي فحدث ولا تتحرج، كم من جمعوي ملك الأفدنة والعقارات من الدعومات تحت يافطة التطوعيات. وختم الكنبوري تعليقه على صفحته بالفيسبوك بقوله "إنني مع التعويضات والمعاشات، لتمكين المسؤول من أداء دوره بشكل حقيقي وفاعل، لكن على أساس العقاب عندما يتجاوز ذلك الحد ويلهف المال العام، وربط المسؤولية بالمحاسبة حقيقة لا دسترة إذا ثبت الاختلاس، والضرب على أيدي المفسدين بيد من حديد، عوض السلام عليهم بيد من حرير، وإحياء قانون من أين لك هذا الذي أثير في المغرب عام 1963 عندما كان هناك وطنيون حقيقيون ثم أقبر إقبارا. عدا هذه الشروط فإن أي حديث عن التعويضات والمعاشات هو حديث باطل عما ليس بحق".