قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، إن "إستراتيجية الكيان الصهيوني، معروفة عايشناها منذ عقد طويلة، ونعلم خطرها على فلسطين ، وعلى الأمة العربية والإسلامية و على الإنسانية ونعلم طبيعة هذا المشروع الاستيطاني الإحتلالي الذي يسعى للتهجير وللقتل وللعدوان". وأضاف مشعل، في كلمة له عن بعد، مساء اليوم السبت، في إطار فعاليات الملتقى الوطني السادس عشر لشبيبة العدالة والتنمية، أن الكيان الصهيوني، لا يقيم أدنى احترام أو تقدير للقيم وللمبادئ ولا للأديان، ويحارب المسلمين والمسحيين والعرب وغير العرب، مؤكدا أنه "هذا كيان عنصري لا يسعى إلا وراء مطامعه فالغرب يستخدمه وهو يستخدمه في تحقيق مصالحهم المتبادلة". وتابع، أن "هذه الإستراتيجية عميقة، على كل الأصعدة، تتقدم وتتأخر وفقا لما يجدونه في طريقهم، فإن وجدوا ضعفا أغراهم ذلك بالمزيد من التقدم و الهيمنة والإمعان في القتل واللامبالاة بكل مواقف المنطقة والعالم"، قبل أن يستدرك: "لكن إن وجدوا صلابة وصمودا ومقاومة اضطروا للتراجع، ليس تخليًّا عن مشروعهم وإنما لأنهم أجبروا على ذلك". وأوضح مشعل، أنه "إذا استعرضنا شيئا من التاريخ القريب، فسنجد أن الكيان الصهيوني كانت الصورة الأوضح في إستراتيجيته هي الحروب والتوسع الجغرافي واحتلال المزيد من الأرض، حيث أغراه بذلك الهزائم التي هزمت فيها جيوش أمتنا للأسف"، مردفا "لكن بعد ذلك وبعد حرب 73 أدرك العدو أن الأمة بدأت تستيقظ وأن المعركة العسكرية مع مجموع الأمة أمر لا تستطيعه إسرائيل فبدأت تنحو منحى آخر، خاصة في ظل صمود ونضال الفلسطينيين". وشدد القيادي بحماس، أن "الصمود الفلسطيني، وتجدّد المقاومة والنضال و الانتفاضات المتواصلة، مع بعض اليقظة في الأمة، جعلت العدو الصهيوني، يغير في شكل إستراتيجيته ومقارباته، حيث لجأ إلى محاولات ما يسمى ب"المفاوضات و الحل السياسي والسلمي"، فضلا عن ابتداع سياسية التطبيع. وسجل مشعل، أن الكيان الصهيوني، "أراد أن يُواجه هذا الصمود بطرق احتيالية منها الحديث، عن ما يسمى ب"حل الدولتين وعن إقامة علاقة مع بعض الدول العربية، إلى جانب الدعوة إلى التطبيع، خاصة بعد أن أدركوا أن هذا الكيان إذا ظل جسما غريبا في أمتنا سيكون مآله مآل الصليبين، الذين مكثوا في القدس وحدها 90 عاما وفي بلاد الشام قرابة 200 عام، لكنهم اضطروا للخروج في النهاية من بلادنا". وأكد الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، أن فكرة التطبيع تقوم على أساس إدماج هذا الكيان، في قلب الأمة الإسلامية، حتى يصبح مقبولاً وجزءًا من المنظومة الإقليمية، وليس جسما عدوانيا و غريبا ومحتلا على أمل أن يطول مقامه في بلادنا". وقال مشعل، "اليوم نلحظ إعادة تكييف إستراتجية الصهاينة، من خلال إدراكهم للمتغير الدولي حيث أن الإدارة الأمريكية إلى جانبهم أكثر من أي وقت مضى من جهة، وقلقهم من بروز تركيا وإيران والمنافسة على الدور وعلى القوة العسكرية والاقتصادية، مستطردا "لكن أغراهم الضعف العربي وانفجار الأزمات في منطقتنا العربية في ظل ما نشأ في السنوات الأخيرة وما عرف ب"الثورات المضادة"، التي لا تريد تغييرا ديمقراطيا ولا استقلالية في القرار و لا السماح للقوى الشعبية في أن تعبر عن إرادتها وأن تكون شريكا في صنع القرار". وأردف المتحدث ذاته، أن الكيان الصهيوني، استغل هذه الظروف حيث عمِل على مسارعة الوقت في صنع الأمر الواقع على الأرض، بمزيد من بناء المستوطنات في القدس وفي الضفة الغربية، و من حصار غزة ومحاولة خنقها والتآمر على المقاومة في غزة وعلى القرار الوطني فيها. واسترسل مشعل، أن الاحتلال، يسعى لتهويد القدس و المسجد الأقصى والضغط على القيادة الفلسطينية في رام الله والسعي لاستنزافها وتشغيل أطراف إقليمية ضدها، فضلا عن ضرب اللاجئين وكل ما يتعلق بحقوقهم، بالإضافة إلى انتزاع مشاريع يستعملها غطاء أمريكياًّ لشرعنة ما يفعله على الأرض، من اغتصاب لحقوق الشعب الفلسطيني. ووفق موقع حزب المصباح خلص الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس، إلى أنه " في نهاية المطاف ستجبر المقاومة الفلسطينية، الكيان الصهيوني، على التراجع النهائي، حين يرى هذا المحتل، استحالة الانتصار علينا، وأن ينفذوا مشروعهم في ظل يقظة الأمة و صمود شعبنا وتضحيات أمتنا و انكشافهم إقليميا ودوليا".