توفي ليلة الأحد الإثنين الدكتور محمد الراوندي، أستاذ دار الحديث الحسنية، وعضو المجلس العلمي الأعلى، وذلك بعد مرض لازمه سنوات. وقد نعى الراحل عدد من طلبته ومحبيه، وكتب الدكتور حمزة الكتاني: كان – رحمه الله تعالى على صرامته المعروفة – شديد اللطف معنا، يحبنا محبة واضحة في حديثه وخطابه، واتصاله، وقبول شفاعتنا فيمن استشفع بنا من أهل العلم وطلبته.. ولد الفقيد – رحمه الله – حدود عام 1948، ودرس في بلده ومسقط رأسه مراكش، خاصة على والده الذي كان من علمائها، ثم التحق بدار الحديث الحسنية، وأخذ عن أعلامها، ومنهم عم والدنا العلامة محمد الناصر الكتاني، وابن عم والد جدنا العلامة محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني – وكان يجله كثيرا – وابن عم والد جدتنا الزعيم علال الفاسي، والعلامة الفاروقي الرحالي، وأضرابهم من كبار علماء المغرب… وعلاوة على تدريسه الجامعي الذي أمضى فيه عقودا، فقد كلف بمهام مرتبطة بوزارة الأوقاف، والشأن الديني عموما، بحيث كان مساعدا للوزير المدغري ثم للوزير التوفيق، كما تقلد رتبا رفيعة في المجالس العلمية. وبالرغم من تخرج أجيال على يده، فإنه لم يترك تآليف تذكر، فقد كان همه وشغله في البناء، وإعداد علماء المستقبل، بحسب اجتهاده وما يراه مناسبا، وكان صارما جادا فيما يراه مناسبا، فأحبه قوم وخالفه آخرون. كان يعرف والدي الدكتور الشهيد علي بن المنتصر الكتاني ويجله كثيرا، ويثني عليه، وزاره في جامعة ابن رشد في قرطبة، كما كان يجل الحافظ الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله تعالى، ويدافع عنه وينوه به وبعلمه في المجالس الخاصة والعامة، ويفرح بالإصدارات الأخيرة التي تصدرها دار الحديث الكتانية.. فرحمه الله تعالى رحمة الأبرار، وتجاوز عنه، وعزاؤنا لأسرته وذويه، وإنا لله وإنا إليه راجعون…