سيتم اجراء امتحانات الباكالوريا للدورة العادية 2020، خلال الأيام القليلة القادمة، في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا،وستنحصر مواضيع الامتحانات في الدروس التي تم إنجازها حضوريا، إلى حدود تعليق الدراسة، ضمانالتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ" كما يقال دائما، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن يتحقق التكافئ يوما بين جميع التلاميذ؟ الباكالوريا في المغرب العميق، أو كما يحلو للبعض أن يسميه المغرب غير النافع، تختلف اختلافا نوعيا عن الباكالوريا في المغرب النافع. أولا من حيث المناخ، فالتلميذ في جنوب المغرب يجتاز الامتحانات في درجة حرارة تتجاوز في أحيان كثيرة عتبة 40 درجة، فتراه منهمكا في شرب الماء بين الفينة والاخرى، ومسح العرق الذي يأخذ من وقت الامتحان ما الله به عليم، بينما زميله يجتاز الامتحان في ظروف مناخية مثالية، الا يمكن أن نجد حلا لعدم تكافئ الفرص هذا؟ ثانيا نتحدث عن آفاق ما بعد الباكالوريا، حيث يبقى تفكير التلميذ في الجنوب، منصبا على مصيره بعد ظهور النتائج، فجميع المدارس والمعاهد بعيدة عن مقر سكناه ويحتاج الى مصاريف وتكاليفالسفر من أجل اجتياز مباراة الولوج لأحد المعاهد إن حالفه الحظ في وضع ملفه في الوقت المحدد لذلك، أو إن وجد من يضيفه بعد وصوله الى إحدى المدن ويا لها من معاناة. بينما زميله قد وفرت له كل الظروف لاجتياز تلك المباريات. أين يتجلى تكافئ الفرص الذي تتحدثون عنه؟ أعود بكم الى عقد مقارنة بين باكالوريا سنوات السبعينات والثمانينات، والى عهد قريب عندما كان امتحان الباكالوريا يعد عرسا لمن يجتازه بنجاح، وكان الامتحان امتحانا بحق، أما اليوم فقد اصبح امتحان الباكالوريا شكليا في كل شيء.إن التلميذ الحاصل على معدل 16.00 في زماننا لا يستطيع ضمان النجاح في زمانهم، وللتأكد من ذلك يمكنكم مقارنة نماذج الامتحانات بين الفترتين. أين هو تكافئ الفرص بين تلاميذ هذه الأجيال التي حرمت من بناء مستقبلها؟