إن الجود والعطاء من القيم التي شجع عليها الإسلام، فالعطاء هو ما يعطى دون مقابل وعوض، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على هذه القيمة الاجتماعية العظيمة، بلوالتسابق الى فعلها من خلال قوله تعالى " سارعواإلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماواتوالأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراءوالضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللهيحب المحسنين " سورة آل عمران 133 –134. فالإنفاق صفة أهل الجنة، فيكون في المنشط والمكره، والشدة والرخاء، وفي جميع الأحوال، لا يشغلهم شغل عن الانفاق في سبيل الله، راجين مرضاته، والاحسان الى خلقه. والمنفق وعده الله بالأجر الكريم ، بل يضاعفهقال تعالى" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيلالله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائةحبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " سورة البقرة 261 كما أن الرسول صلى الله عليه كان أعظم قدوة عملية تطبيقية للمسلمين في هذا الباب، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى اللهعليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون فيرمضان.." رواه البخاري وحتى ينال المؤمن أجره كاملا لابد من استحضار المبادئ التالية: – الاخلاص: ابتغاء رضا الله وحده قال رسول الله سلى الله عليه وسلم "إنما الاعمال بالنيات…" – أن يكون المنفق منه موافقا لشرع الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا…"رواه مسلم – اجتناب المن والأذى: يقوم الانسان بعمل ظاهره صالح ولكنه لم يجعله خالصا لله تعالى وحده، بل كان غرضه المباهاة والمفاخرة حتى يقال عنه " إن فلانا فعل كذا" وهذا الأمر نهى عنه الشرع قال تعالى " الذِينَ ينفقون أَموَالهم فيسبِيل اللَّهِ ثم لَا يتبعون ما أَنفقوا مَنًّا وَلَا أَذًى لهمأجرهم عند ربهم ولَا خوف علَيهم وَلَا هم يحزنون" سورة البقرة 261 فقيمة العطاء تعد من الأعمال الصالحة التي ترفع الانسان الى أعلى الدرجات، وتتجلى في الاحسان الى الفقير، واليتيم، وتخفيف كربة المكروب، وقضاء دين الغارم خاصة في زمن هذه الجائحة التي أصابت العالم بأسره، فالعطاء والجود والكرم كلها قيم تندرج ضمن العمل الصالح الذي هو طريق الفوز والسعادة في الدارين، والابتعاد عنه قد يقع الانسان في الخسران المبين قال تعالى" والعصر إن الإنسان لفي خسر إلاالذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقوتواصوا بالصبر " سورة العصر الآيات 1-3. فالعمل الصالح هو الامتداد العملي للإيمان، هذا الأخير يدفع الانسان الى طاعة الله في الدنيا فيكثر من الخير.