إن الوطنية والمواطنة رهينان بمدى احترام تعاليم الدولة، و في ذلك نبني افتراضاتنا حول فيروس الكورونا المستجد "كوفيد 19" الذي دخل هذا القانون أقصد هذا الوباء حيز التنفيذ في المملكة المغربية يوم 02 مارس 2020 و ذلك حوالي التاسعة ليلا, و كانت كرونولوجيا ظاهرة على الدولة عبر مجموعة من الاجراءات التي قامت بها و على رأسها أول بلاغ الذي يمنع التجمعات الثقافية و المهرجانات, بعدها قرار تعليق الدراسة ليتم تعويض الأخيرة بما بات يعرف مؤخرا بالتعليم عن بعد و كذلك قرار غلق المساجد, كل هذا تمهيدا لما وصى عليه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بالحجر الصحي, كإجراء احترازي وقائي, الذي كان خطة شبه ناجحة. حيث و أن بعض المواطنين لم يتقبلوا الوضع, أصيب مجموعة من أصحاب المقاولات و العمال, و كما أن تضرر جميع القطاعات من الجانب الاقتصادي, وما ينفعنا هو مدى ارتباط المواطن المغربي بهذه الوضعية التي أصبحت لازمة, بل و الخروج أصبح جنحة من الجنح التي تمس بحرية الأفراد و الجماعات باستثناء السلط و الأطباء و بعض من يختفون في زي التطوع و التضامن من أجل الخروج, ناهيك عن أعوان السلطة الذين تاجروا في تأشيرة العبور من المنزل و إلى التبضع, و هو الأمر الذي لا يحبذه المواطن و هو الشيء الذي لن تقبله وزارة الداخلية. وضعية المواطن داخل بيته فقد أصبحت وضعية و كأنها متلازمة نفسية تسبب للإنسان الشعور بالقنط و الصراخ و عدم الاندماج في عالم الجدران الأربعة التي فرضها القدر و القانون, فهما قانونين جعلا كل المواطنين داخل بيوتهم, من أجل الحماية التي فرضتها الدولة, فالحجر الصحي فرض على مجموعة من الناس, بكافة الأطياف إلى اختراع أسلوب جديد للحياة و هو الأمر الذي جعل من كورونا "الواعظ المرشد" فهناك رجال و نساء كانت هوايتهم الانحراف فصارت انحراف و من نوع آخر, فكان الانحراف يصب نحو فعل الشر و النصب و زلزلة الأزقة و تعمير الحانات أما الآن هذا الانحراف فهو الانحراف الذي يرغبه المواطن المغربي و المسلم و كذلك الانسان, الذي يعد جزء من الكرة الأرضية, فالإبداع كان حليف الشباب هذا ما مكن بعض الشباب الفنانين الذين اضطروا لإبداع شكل جديد من الفرجة و هو المسرح عبر الانترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي. الحجر الصحي هو عملية غسيل للدماغ, فكيف لا و أن أبسط مثال و نموذج حي "عاهرة في حينا" قررت أن تحمل القرآن و تصلي و تبتعد عن كل أساليب جني المال بطرق غير شرعية و لاإنسانية, و هذا أمر يثلج الصدر, كما أنها قررت أن تنقطع عن تناول الحبوب المهلوسة و تدخين السجائر و الاعتناء بابنتها و حياتها و الرجوع إلى الخالق و طلب العفو و المغفرة, حقا كورونا التي جاءت فهي قتلت و تقتل ضعفاء القلوب ربما, فالإيمان بالله و بالقدر و المصير المحتوم هو الذي جعلنا نهيج من أجل قربنا من الله, مثال حي أنا أول مرة أختم القرآن الكريم قراءة في حياتي, مع أنني كنت أقرأ سورة أو سورتين, و في زمن الكورونا هناك مداومة يومية على قراء القرآن الكريم, و لله الحمد و كذلك مطالعة كتب من أجل تغذية الرصيد اللغوي و المعرفي, فغزارة إيجابيات الكورونا و الحجر الصحي هي أكثر من سلبياتها التي مرتبطة فقط بما هو دنيوي, فانخفاض الاقتصاد و إدارة تسيير الدول و كذلك نزول العملة و هبوط بعض المؤشرات في البورصة و خسارة بعض المقاولات فهذه كلها سلبيات لا يمكننا نكرانها, بالطبع فالعالم أمام تحدي كبير و لكنه صغير, لأن التحدي الأكبر هو الثقة بالله سبحانه و تعالى و الايمان بفكرة الطب النبوي كما تم الايمان بفكرة الحجر الصحي التي هي وصية من وصايا الرسول عليه الصلاة و السلام أو كما يطيب لبعض الكفار المسيحين و اليهود أن ينادونه بالمفكر العظيم, فكيف أنهم يصدقون أفكار مفكر يبحث حياة بأكملها من أجل بلوغ فكرة واحدة, و التخلي عن أفكار و وصايا رجل واحد عاش المعجزات و اصطفي لتتمة مكارم الأخلاق فهذا المنطق هو الذي لم يفهم. الحجر الصحي فرصة لتحديث الأوكسيجين, و لتحديث العقول الخبيثة, و في زمن الكورونا فيديوهات و أشرطة كثيرة تبث على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يوثقون إسلامهم, إذن فهذا الشيء يستدعي السعادة, فالعالم حزين على الموتى الذين يغادروننا فنحن أبناء اليوم والأمس مات و لم يعود أبدا, شكرا الله, شكرا كورونا, شكرا الاسلام.