منذ اغلقت المساجد بسبب هذا الوباء (كورونا) كان هناك من استحسن الفكرة من المشاغبين المبغضين بدعوى انها واجب لمواجهة العدوى _وهذا امر لا اعتراض عليه_، لكن لا نشك ان هؤلاء تزعجهم المساجد سواء كان الوباء أو لم يكن. إلا ان هناك قوم قدنزلت غمة على قلوبهم، الئك الذين تعلقت قلوبهم ببيوت الله، وهناك من ملأ قلوبهمالاسى والاسف ممن كان يمني النفس ان يدخل بيت الله مع الداخلين، او يقف بين يدي الله ملبيا نداءه مع الملبين، لا سيما في شهر رمضان الفضيل. إن حر جمر فؤاد أناس تذوب قلوبهم شوقا لبيوت الله لا يطفؤه الا استنشاق هواء بيوت الله وملء العين بالنظر الى جدرانها وفرشها ومحرابها ومنبرها. فذاك ما كنا نرجوه ونأمله مع مجيئ رمضان شهر الله الابرك، لكن قدر الله وما شاء فعل، فتلك امنية صعبة التحقق في ظل تفشي الوباء واستهتار كثير من الناس بالأمر، والخير في ما اختاره الله. ان اغلاق بيوت الله والحيلولة دون الصلاة فيها ليس امرا هينا، وقد يقول قائل ان الصلاة ان توقفت في المساجد فإنها لن تتوقف في المنازل، ولكن من يعلم كم من الاجر والفضل والخير الذي يتحصل من الصلاة في المساجد يدرك انها مزية لا عوض لها وبركات لا عدل لها. وقد ذكر الحافظ بن حجر اكثر من عشرين خصلة متحصلة من صلاة الجماعة بالمسجد.( فتح الباري لابن حجر (2/ 133)). واليكم بعضا من هذه الاجور العظام والفضائل الجسام، لنعلم ماذا فقدنا من ذلك يوم ان حرمنا صلاة الجماعة في بيوت الله. 1- أجر قصد المسجد للصلاة: وما فيه من رفع الدرجات وحط الخطيئات: قال صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة …) متفق عليه. 2- كثرة الخطى الى المساجد وما فيه من تكفير الذنوب ورفع الدرجات: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات، ويمحو به الخطايا؟ كثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء على المكاره) مسند أحمد. 3- فضل التبكير الى المساجد قال النبي صلى الله عليه وسلم-: …… ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا) متفق عليه.التهجير هو التبكير الى الصلاة. 4- دعاء دخول المسجد والخروج منه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ) صحيح مسلم. 5- أجر صلاة تحية المسجد: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم:( إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ (صحيح البخاري). 6- متابعة الاذان وتلاوة الدعاء بعده:( فمن بكر لابد ان يحصل هذا لأنه بعيد عن الشغل والفتنة التي تحصل للناس بغير هذا الفعل) قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قال حين يسمعُ النداءَ: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ، والصلاةِ القائمة، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه، حلَّتْ له شفاعتي يومَ القيامةِ) صحيح البخاري. 7- استغفار الملائكة للمصلي وهو جالس ينتظر الصلاة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ(. صحيح البخاري. 8- فضل الصف الاول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا…)متفق عليه. 9- استغفار الملائكة للصف الاول والثاني: قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، قالوا يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، قالوا يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: وعلى الثاني) (صحيح الترغيب والترهيب). 10- صلاة الملائكة على ميامين الصف: قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله وملائكتهيصلون على ميامن الصفوف). رواه أبو داود. 11- فضل تلاحم الصفوف وسد الفرج بينها: قال صلى الله عليه وسلم:( إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) رواه أحمد وابن ماجه وهو في صحيح الترغيب والترهيب. 12- حصول السكينة والخشوع عند الاستواء في الصف: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَقِيمُوا الصُّفوفَ في الصَّلاةِ؛ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاة (متفق عليه). 13- موافقة تأمين المأموم تأمين الملائكة ومغفرة الذنب بذلك: قال صلى الله عليه وسلم:(إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه). رواه البخاري. 14- غُفران الذُّنوب: قال صلى الله عليه وسلم: (من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه ). رواه ابن خزيمة وصحَّحه الألباني. 15- مضاعفة الاجر الى سبع وعشرين درجة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) متفق عليه. 16- إدراك فضل قيام الليل او نصفه: قال صلى الله عليه وسلم: ( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله) رواه مسلم . 17- فضل انتظار الصلاة الى الصلاة وذلك الرباط في سبيل الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم:) ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطأ إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط. وفي رواية: فذلكم الرباط مرتين.( صحيح مسلم. وقد مر الحديث في الفضل الثاني في ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات وفيه انتظار الصلاة الى الصلاة. 18- إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة والتعاون على الطاعة ونشاط المتكاسل(فتح الباري) 19- قيام نظام الألفة بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات(فتح الباري) 20- اظهار شعائر الدين وخاصة عموده الصلاة. وتكحيل العين بمشاهدة المسلمين متزاحمين على بيوت الله، وخاصة في الجمعة وصلاة التراويح، وما لذلك من الاثر على النفس انشراحا وانبساطا، وعلى القلب سعادة وسروا. وقد تغييت ان اذكر في هذا المقال ما فيه الاجر المرتبط بالصلاة في المسجد خاصة.وبعض الاثار المترتبة عن صلاة الجماعة، نسأل الله القبول، والصفح والغفران.