(أستاذ مادة التربية الاسلامية مكناس) في زمن الحُديبية في السنة السادسة من الهجرة حبست قريش النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عن أداء العمرة، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان ليشرح لقريش سبب مَجيئه وأنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائراً لهذا البيت، فاحتَبسَته قريش عندها، وشاع الخبر عند المسلمين أن عثمان قد قُتل فدعاصلى الله عليه وسلم أصحابه إلى البيعة تحت الشجرة وهي المسمَّاة ببيعة الرضوان. ونحن في زمن انتشار هذا الوباء من عام 1441 للهجرة/2020 ميلادية ظهرت الاشاعات وكثرت وفعلت في نفوس الناس فعلها ويُمكن تصنيف الناس إلى ثلاثة أصناف: الصنف الأول: ينتج الاشاعة: وساعده في ذلك يُسر التواصل بانتشار وسائله المختلفة ( كالواتساب والفيسبوك أو حتى في بعض القنوات …) وهم أشبه بمن نشر شائعة مقتل عثمان، ألا فليتقوا الله وليتوبوا إليه من هذا الفِسق المُبين قال تعالى:" إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ" فسمَّى اللهالمنشر للإشاعة بالفاسق وهو الشخص غير الموثوق بخبره. الصنف الثاني: يُصدق الاشاعة دون تثبت مع نشرها: فهؤلاء معرضون عن هدي القرآن والواجب عليهم التَّبين من صدق الخبر أو كذبه لقوله تعالى:"فَتَبَيَّنُوا "، وفي نشرهم لها سيحصل للنَّاس ولهم ما قاله تعالى:"تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "، وكم حصل من الندم بعد تبيًّن الحقيقة. الصنف الثالث: يتأكد من الخبر: وهو الصنف المحمود المختار فلا يتسرع ويتأكد عملاَ بالآية الكريمة، وله مسلكين بعد ذلك: المسلك الأول: نشر الخبر بعد تأكد صحته إذا كان في نشره مصلحة أو الإحجام عن نشره ولو كان صحيحاً إذا كانت مفسدة نشره راجحة. المسلك الثاني: نشر تكذيب الخبر بعد تأكد كذبه لتقليل مفاسد الاشاعة ما أمكن. فاللهم ارفع عنا الوباء والبلاء وقنا شر الاشاعة آمين.