الثلاثاء 31 مارس 2015 أفادت مصادر أحوازية أن قوات الأمن والشرطة الإيرانية هاجمت تجمعات احتجاجية في مدينتي السوس شمال إقليم الأحواز ومدينة الخفاجية غربا، وقامت باعتقال العشرات واقتادتهم إلى جهات مجهولة. ووفقا لمنظمات حقوقية أحوازية فإن هذا القمع المتواصل لانتفاضة الأهوازيين يأتي خشية امتدادها لكافة مناطق الإقليم العربي النفطي الذي يعاني من الحرمان والتهميش ونهب الثروات، وفقا للمفكرة. ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان الأحوازية فقد فتحت عناصر الأمن والشرطة النار بشكل عشوائي واعتقلت العشرات أثناء اقتحامها لمراسم تشييع في مدينة السوس في شمال إقليم الأحواز، الأحد 29 مارس. وبحسب بيان المنظمة: "اقتحمت الأجهزة القمعية مراسم التشييع بعد إطلاق شبان عرب شعارات ثورية تدعو الى انتفاضة عربية في الأحواز ضد سياسات التمييز العنصري والاضطهاد القومي والتهميش وتفشي الفقر والبطالة ومحاولات طمس الهوية العربية للإقليم على يد حكومة طهران". وأضاف البيان: "استمرت الشرطة بإطلاق النار على المشيعين والقيام باعتقال عدد من الأشخاص الحاضرين وثلاثة من شيوخ قبيلة كنانة وهم من أقارب المتوفى". وأكد أنه: "ردا على هذه الاعتقالات هاجم جمهور المشيعين قوات الأمن ودمر سيارتين للشرطة مما أدى إلى المزيد من إطلاق النار بين الطرفين وإصابة عدد غير معلوم من الجرحى". وأدانت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية ما وصفته ب "الهجوم اللامبرر ضد جمهور المشيعين في مدينة السوس" و"استخدام العنف المفرط وإطلاق النار ضد الجماهير الأحوازية" وطالبت ب"إطلاق سراح المعتقلين دون قيد أو شرط". كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي ب"الضغط على السلطات الايرانية للسماح للشعب الاحوازي بالتعبير عن معاناته وانهاء كافة أشكال التمييز العنصرية والتهميش والحرمان والقمع الذي تمارسه الاجهزة الامنية ضد إبناء هذا الشعب الاعزل". يذكر أن مظاهرة احتجاجية مشابهة اندلعت قبل أيام أثناء مراسم تشييع المواطن الأحوازي يونس عساكرة (34 عاما) والذي توفي إثر اضرام النار بجسده أمام بلدية المحمرة، هتف خلالها شبان عرب ضد ما وصفوها ب "السياسات التمييزية الجائرة التي تمارسها إيران ضد الشعب العربي الأهوازي". ورفع المتظاهرون صورا ومقاطع تظهر شبابا يطلقون شعارات حماسية تطالب بالحرية وهم يهتفون: "بالروح .. بالدم.. نفديك يا أحواز"، و"يونس أوصانا.. الثورة.. الثورة". وقبل ذلك قمعت السلطات مظاهرة احتجاجية قام بها مشجعون عرب أحوازيون في نهاية المباراة بين فريق الهلال السعودي وفولاذ الأحوازي في 17 مارس الجاري. وشنت قوات الأمن والشرطة حملة اعتقالات عشوائية لكل من كان يلبس الثوب العربي والشماغ والعقال محاولة منها لإخفاء المظاهر العربية في المدينة من وسائل الإعلام ومن الفريق السعودي. وفي محاولة لإنقاذ المحتجزين قام شبان عرب بمهاجمة سيارات الشرطة مما أدى إلى اشتباكات واسعة بين الطرفين وتم إحراق سيارتين تابعتين لقوات الشرطة. وكان المتظاهرون رفعوا العلم الأحوازي في الملعب ولافتة كتب عليها "يا الهلال العربي أهلا فيك في الأحواز العربي"، مما أثار حفيظة قوات الأمن الإيرانية. ويقول مراقبون إن السلطات الإيرانية تخشى من امتداد الحراك الأحوازي الى أقاليم أخرى كبلوشستان وآذربيجان وكردستان والتي تقطنها قوميات غير فارسية متذمرة من الاضطهاد القومي والتمييز من قبل الحكومة المركزية في طهران. ويشتكي الناشطون الأحوازيون دوما من تجاهل الإعلام العربي لقضيتهم وعدم كسر حاجز التعتيم الإعلامي المفروض عليهم من قبل السلطات الإيرانية.