هوية بريس – الإثنين 30 مارس 2015 بعد تفاعل الفيسبوكيين مع مبادرة "تكريم الأخوات المنتقبات"، والدعوة إلى الحضور أمام ساحة باب الحد بالرباط من أجل إحياء هذه الفعالية على أرض الواقع. اصطحبت زوجتي المنتقبة من أجل حضورها هذه المبادرة ومشاركة أخواتها والتعارف والاجتماع بهن وأخذ صور معهن، وكذلك دعوة النساء للتعرف على المنقبة عن قرب. وصلت لساحة باب الحد وما إن وقفت أنا وزوجتي حتى تفاجئنا بحضور مجموعة من الأمنين يطلبون منا مغادرة المكان، وعندما استفسرت عن السبب أخبروني أن الوقفة منعت. قلت لهم: عن أي وقفة تتحدثون؟ لأنني كنت أنا وزوجتي فقط حيث لم يحضر أحد بعد، كما أنه لم أكن أحمل أي لافتة!! أخبرتهم أنني أريد الوقوف مع زوجتي هنا مثل باقي الناس لأخذ بعض الصور، فسمحوا لي بذلك؛ لم يمر وقت طويل حتى فوجئت ببدء سياسة القمع: "اسيدي حيد من هنا، متوقفش هنا"!! خرجنا مضطرين من الساحة، لكن لم يكتفوا بهذا بل عينوا ثلاثة من رجال الأمن بزي رسمي يبعدونني من أي مكان أريد الوقوف به حتى خارج الساحة!! عجيب غريب هذا الأمر، كل الناس كذلك بدأت تستغرب كيف يتم طردنا من كل مكان نريد الوقوف فيه!! وبعد الاتصال بكل الأخوات اللائي أخبرت بحضورهن من الجارات وصديقات زوجتي، قررتُ الانصراف فإذا بي أشاهد مجموعة من الأخوات والأمهات الفاضلات وهن محاصرات من طرف عدد من رجال الأمن يبعدونهن من الساحة، وهن يتعجبن ويتساءلن عن سبب منعهن من الجلوس كباقي الناس الجالسين؟!! وما الفرق بينهن وبين باقي الناس الموجودين بالساحة؟؟!! خلاصة الأمر: منظر مخزي ولا حول ولا قوة إلا بالله… وبعد تدخلي لدى الأمنيين لتهدئة الأجواء، طلبت من الأخوات الانصراف خير من أن يتعرضن للإهانة من طرف البوليس. هذا الحدث تركنا نخلص إلى نتيجة واحدة: إننا في بلاد "الحكرة"، وإن شعارات حقوق الإنسان والحرية المزعومة، ما هي إلا شعارات براقة خداعة يحسبها الظمآن ماء، وإنها حكر على فئة من الناس فقط!!! حيث يسمح بالوقفات المطالبة بتقنين الإجهاض، والمطالبة بمنع عقوبة الإعدام، كما يسمح بوقفات تبادل القبل… لكن لا يسمح لشاب بأن يوزع المصاحف على المارة!! ولا يسمح بدعوة شباب إلى الصلاة في أبواب المدارس!! كما لا يسمح للأخت المنتقبة بأن تقوم بوقفة لرد الاعتبار لها بعد حملة شائعات مغرضة تُرك لوسائل الإعلام كامل الحرية في نشرها!!…