مدينة تطوان من أجمل مدن المغرب، جمعت بين جمال الطبيعة، والطقس المعتدل، وأهلها محافظون في الجملة، ومن ابتلي منهم فإنه يستتر، وكانت تعرف استقرارا اقتصاديا في الجملة، لكن في السنوات الأخيرة أريد لتطوان أن تصبح مدينة سياحية، وخصص لهذا الغرض أموال طائلة صرفت في البنى التحتية، لكن العنصر الأهم في العمران وهو الإنسان تم إلغاؤه من المخطط وكأنه غير مرغوب فيه، فقد تم القضاء على ثلاثة مصادر مهمة للدخل كان يعتمد عليها التطاونيون، وهي: 1 منع التهريب من مدخل باب سبتة 2 منع الباعة المتجولين من افتراش بضائعهم على جنبات الطرقات وأماكن تواجد الناس 3 التضييق لدرجة المنع على رخص البناء هذه العوامل الثلاثة أدت إلى تفشي الفقر والبطالة والتذمر لدى الساكنة مما نتج عنه أعراض اجتماعية خطرة، من أهمها: – انتشار الياس والإحباط داخل صفوف الشباب – انحراف الشباب نحو التعاطي للمخدرات – نزوع الشباب نحو الإجرام – ظهور أباطرة الاتجار في لحوم البشر – ارتفاع نسبة الانتحار وإذا كنا نلوم الشباب، ونخوفهم من الله العزيز الجبار أن لا يرتكبوا هذه الموبقات؛ لأنها ليست حلا، وإنما هي كالمستجير من الرمضاء بالنار، فإننا نذكر المسؤولين بتقوى الله في دين الناس ودنياهم، وأن تكون سياستهم متوازنة وشمولية، وإلا فإن المؤشرات غير سارة. فهذه صيحة نذير في أجواء واقع خطير. "وما أبرئ نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي، إن ربي غفور رحيم".