هوية بريس – الإثنين 09 يونيو 2014 لقد تعالت صيحات كثير من الشباب المخلصين لبلادهم، وبعض المسؤولين غير الراضين بمهزلة موازين قبل أعوام؛ لصد هجمات أرباب الفساد، الساعين إلى طمس هوية المغرب الإسلامية، وتمييع عاداته الثقافية كالغيرة وحسن الخلق والحياء والحشمة وغيرها. فأسست عدة صفحات داعية إلى منع إقامة ذلك المهرجان المختلة موازينه؛ ولا أدري ما العلة في تسميته بموازين، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} (الأنبياء:47)، في إشارة إلى عدله التام لكل الخلائق، ودعوته إيانا إلى أن نكون عادلين غير ظالمين، لا لأنفسنا ولا لغيرنا. وهذا المهرجان المسمى ظلما ب"موازين" وهو في الحقيقة "لاموازين"، قد ظلم أصحابه أنفسهم بمخالفتهم لثوابت أمتهم، وسعيهم إفساد العباد والبلاد، وظلموا غيرهم من الفقراء والمساكين المحتاجين لكل درهم ينفق فيه، فهو مهرجان تافه ساقط جامع لكل أسباب هلاك الأمم لولا لطف الله وحلمه، ففيه الشذوذ والغناء الماجن والعري الفاضح والتبذير المقيت لأموال يحتاجها المعوزون والمرضى المبتلون والطلاب الجامعيون… ينادي الجميع باستغلال مصادره المالية لبناء مركبات ثقافية اجتماعية، وإنشاء مكتبات ومراكز علمية، ودعم الصالح العام للمواطنين المغاربة، بدل جلب كل الأنذال الساقطين من لقطاء العالم، وعرض سوءاتهم أمام الناس، ثم ملء جيوبهم بملايير السنتيمات، رغبة في إظهار المغرب محبا للثقافات والفنون العالمية، وملبيا لرغبات الشباب الكونية الطبيعية!!! وأيم الله إن الثقافة المغربية الأصيلة لتتبرأ من اللاموازين وسفهه، ولا ترضى به طرفة عين، غير أنه ليس باليد حيلة إلا إنكاره بالقلب والقلم، راجين من العفو الغفور أن لا يحاسبنا به، وأن يبدل أحوالنا إلى الفضيلة والخير، وأن يهدي المفسدين إلى الحق، لعل مغربنا يتقدم خطوة إيجابية إلى الأمام. وأنا أقلب صفحتي في الفيس وجدت مقطعا مرئيا لفريق البحث في "ناسا" يجرب طريقة نزول آلته المصورة على المريخ، في عمل دقيق جليل رائع بديع، يخلب اللب، ويدهش الرائي، ويدفعه إلى إجلال هؤلاء الناس، والاعتراف بتفوقهم العلمي، واستحقاقهم سوقَنا والتحكم في رقابنا؛ إذ إننا قوم أذلة، لا هم لنا إلا في إشباع البطن والفرج، وتلبية شهواتنا البهيمية من رقص وغناء واتخاذ الخليلات ومعاقرة الخمور ولعب الميسر، وغير ذلك من شرور. لا ينكر أن الغرب الماكر هو من صدر إلينا كل تلك الموبقات، بدليل أن ديننا الحنيف يحرمها، ويحث على العلم والابتكار والصنع ونفع العباد والبلاد، ولا ينكر هذا إلا جاهل بتاريخنا الإسلامي الصافي، أو متجاهل يلبس الحقيقة على الناس. بيد أن الغرب لا يرقص في المنصات إلا بعد الرقص فرحا من اكتشاف علمي جديد في المختبرات، ولا يهتم بسفاسف الأمور إلا بعد ضمان تفوق البلاد في الصناعة والاقتصاد والبحث العلمي والتعليم وكل ما يقوي الأمة. لا يبني المراقص وحانات الخمر إلا بعد بناء الجامعات الرائقة، والمعاهد العلمية الدقيقة، والمنشآت الحربية الفائقة، وناطحات السحاب السامقة.. وهلم جرا من أسباب العزة والسؤدد. وفي وقت تصوير فيلم خيال علمي بتقنيات عالية في هوليود -ليس كأفلامنا المغربية الرديئة شكلا ومضمونا- تصور مركباتهم الفضائية سائر الأجرام والكواكب السماوية، في إشارة منهم إلى أنهم لا يضحكون حتى يبكون تعبا من التعلم والبحث والتنقيب، ولا يتمتعون يوم عطلتهم إلا بعد تفوقهم في كل تخصصاتهم طيلة أيام الأسبوع. وإذا نظرنا نحن إلى آلاف المغيبين من مرتادي اللاموازين ومستوياتهم الثقافية العلمية، لصادفتنا ويلات تتلوها ويلات، لشباب تائه لا يفقه شيئا، لا في العلم ولا في الواقع المؤسف المتخلف، كيف لا وأحد الشباب يتحدث بحماسة غريبة قائلا: أنا أمنيتي الوحيدة في الدنيا، لا أفكر في أي أمنية سواها، هي رؤية الشاب نصري أو فاضل، والله غاب عني اسم المغني الشهير الأمنية!!! فلا نعجب من تخلفنا واحتلالنا أدنى المراتب عالميا، ما دامت هكذا حالنا!!