هوية بريس – الإثنين 09 مارس 2015 في عيد المرأة العالمي، انطلقت النساء في تدافع واندفاع للمطالبة بالحقوق والحريات، والكرامة والمساواة، ونبذ العنف والظلم، وتوفير الرغيف والخبز… وما إلى ذلك من الشعارات والمطالب. ونسيت المرأة في هذا التدافع المسموم، والاندفاع المحموم، أعمق حقوقها، وأعز مطالبها، المتمثل في حقيقتها. وقد أبت الكثير من النساء عدم الاعتراف به، فضلا عن المطالبة به. وذلكم أن المرأة خلقت بطناَ يلد، وصنعت جمالا ورقة تجذب. فالمرأة في حقيقتها امرأة ولود ودود حلوب. بطنها أكبر حقائقها وإحدى غايات الحكمة فيها. ومتى حاولت الخروج عن هذا المعنى فإنها تروم الخروج عن حدود المرأة، لتكون شيئا آخر، غير المرأة، وغير الرجل أيضا. وما أن يبدأ الحمل، حتى تبدأ هذه الحقيقة في البروز، فتبصر كيان المرأة يتعاون لتحقيقها، ويتضافر جسمها لتأكيدها. فإذا صدرها ينطلق بالخيرات تثرى، ويفيض ثديها بالحليب المصفى، وتتطلع روحها للبشرى، سواء كان ذكر أو أنثى. والمرأة حقيقتها أيضا، رقة وجمال، عاطفة وحسن، لا ينفك ذلك عن طبيعتها. فإذا بلغت المرأة المراتب العليا في التعليم، وحصلت الشواهد العليا، وتبوأت المنازل الرفيعة والمناصب السامية. ثم ذهبت تمدحها بموفور علمها، وقوة ذكائها، وتثني عليها بعبقريتها وإنجازاتها، ثم لم تلق كلمة واحدة عن جمالها وحسنها، وجسمها ومظهرها. لأصبح عندها كل مدحك وثنائك قبحا وذما وسخرية منها. لأن عقل المرأة منصب إلى جمالها ورقتها وجسمها أكثر من عقلها وذكائها. من هنا نفهم حبّ المرأة الشديد للحليّ والثياب، والذهب واللباس، والتزين والمال والجمال. لندرك أن المرأة دوما تبقى هي المرأة. فإذا قلت عن امرأة ما "أعقلها" قد تستحسن منك ذلك، ولا ترفضه. ولكن الكلمة الساحرة التي تدغدغ وجدانها، وتحرك كيانها، وتسيطر على عقلها وقلبها، هي "ما أجملها" وأخواتها. إذن تبقى المرأة بطنا يلد، وجمالا يجذب، وعقلا عاطفيا يميل إلى الجسد والحسن والجمال. وكلا الأمرين أساسين في حياة الإنسانية جمعاء. فالمعنى الأول: ضروري في بقاء النوع الإنساني، ذكورا وإناثا. إذ لولا أن المرأة بطنا يلد لما كانت هناك نساء ولا رجال. والمعنى الثاني: ضروري في انجذاب وإعجاب الرجال بالمرأة، مما يدعوا إلى الرغبة فيها والوصول إليها. ولا طريق للمرور نحوها إلا عبر مؤسسة الزواج الشرعي. وقد جاءت الشريعة الإسلامية في مقاصدها العامة، وكلياتها الكبرى بحفظ العرض أو النسل. حتى تبقى المرأة امرأة. فلا تزيغ بها الأهواء، ولا تنحرف بها العقول المنحرفة، ولا تميل بها النفوس المريضة. قال الله تعالى: "ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما".