استغلت بعض المواقع الإلكترونية المتطرفة، والمعروفة لدى كثير من الفاعلين بخطها العدائي والإقصائي، وممارستها لمهنة بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي، تدوينة للشيخ الحسن بن علي الكتاني، أبدى فيها وجهة نظره حول كتابة الأمازيغية بحرف التيفيناغ، وادعى الموقع ذاته أن الكتاني يعادي اللغة والثقافة الأمازيغية التي اعتمدها الدستور لغة رسمية، ويحقرها. وجوابا على ما نشرته الجريدة الإلكترونية المذكورة أعرب الشيخ الكتاني ل"هوية بريس" بقوله: "كتبت كثيرا في مسألة الأمازيغية (البربرية) وبينت أن هذا الشعب من أعظم الشعوب الإسلامية وأنه تقدم فيه كبار أئمة الإسلام في الغرب الإسلامي وفيهم التابعين والأئمة والفقهاء والمحدثون والعباد والزهاد وفيهم ملوك عظام أسسوا جل ممالك الإسلام في الغرب الإسلامي ونصروا الدين وأقاموه. وبينت أن هذا الشعب الجليل من محبته للإسلام أحب لغة القرآن فاهتم بها أيما اهتمام، ويكفي أن نعلم أن مؤلف أول كتاب في قواعد اللغة العربية الذي يبتدئ الناس بدراسته هو ابن آجروم الصنهاجي. ونوهت بكتاب (مفاخر البربر) لصالح بن عبد الحكيم الإيلاني رحمه الله وبغيره من الكتب التي تحدثت عن هذا الشعب الجليل. وقد بينت أني ضد سلخ هذا الشعب عن جذوره الإسلامية وربطه فقط بجاهليته قبل الإسلام، لأن الجاهلية كلها مرفوضة عربية كانت أم عجمية، ولأن علماؤنا من هذا الشعب الجليل أول من رفض هذا، وبينت ذلك بالأدلة من كلام علماء من قبائل مغربية عريقة". وأضاف رئيس الرابطة العالمية للاحتساب "من الأمور التي أرفضها ويرفضها كل مسلم صادق من أي شعب من الشعوب أن تأتي جمعية قومية فتتكلم باسم (البربر) الأمازيغ فتزعم أنها الناطق الرسمي باسمهم ولم ينصبها أحد لذلك. ومما أرفضه كتابة اللغة الأمازيغية بحروف لم يكتب بها المغاربة بتاتا، ولم نجد أي مخطوط بها وفيها من سلخ الأجيال الجديدة عن تراث آبائهم الحقيقي، ففي المكتبات مخطوطات كثيرة باللغة الأمازيغية لكنها كتبت بالحرف العربي فقط، كما كان الحال في سائر اللغات الإسلامية من تركية وفارسية وملاوية وإفريقية وأوروبية حتى جاء المحتل الأجنبي وتعمد قطع الأجيال الجديدة عن آبائها فكتبت تلك اللغات بحروف أخرى عمدا، قصد إبعادهم عن دينهم وعن تراث آبائهم". واختتم الكتاني حديثة لهوية بريس بقوله "مما يؤسف له أن يأتي بعض متعصبي الجمعيات الأمازيغية فيملؤون الصفحات سبا وشتما بدل النقاش العلمي الهادئ، فيتهموني بكراهية شعبي وأبناء أمتي كذبا وبهتانا. سبحانك هذا بهتان عظيم". تجدر الإشارة إلى أنه ليست المرة الأولى التي تستغل فيها مواقع لإلكترونية معينة تصريحات الكتاني لخدمة أيديولوجيتها التي تركز على التقاطبات والدفع في اتجاه الاحتقان الاجتماعي.