هوية بريس – الإثنين 23 فبراير 2015 مجرم قتل ثلاثة طلبة مسلمين في أمريكا، ومجرمان قتلا صحافيين في مجلة "شارلي" بفرنسا، ولكن الأمر الغريب هو ردة فعل الإعلام. فالإعلام سمى المجرم الذي قتل ثلاثة طلبة مسلمين أنه مجرم فقط، وتكلم عن الحادثة بشكل سريع، ولم يعط لها أهمية كبيرة، ولكن سمى الشخصين اللذين قتلا الصحافيين بتلك المجلة بأنهما إرهابيان ومسلمان متطرفان، وقامت المظاهرات، وحضر فيها رؤساء الدول من أنحاء العالم، وأصبح الإعلام يتكلم ليلا ونهارا عن الحادثة. فأنا أتعجب من هذا التصرف وأطرح عدة أسئلة: لماذا الإعلام ينقل ما يريد؟ لماذا لا يكون منصفا؟ لماذا إذا قام شخص غير مسلم بجريمة ما لا يربطون جريمته بدينه؟ وإن كان مسلما يربطون جريمته بدينه؟ أي إعلام هذا؟ فقبل أن أجيب عن بعض هذه الأسئلة، يجب علي أن أوضح أمرا مهما، أني لست مع "شارلي" ولست مع الإرهاب. فالشخصان اللذان قاما بهذا الفعل لا أظن أنهما مسلمان، وأظن أن الأمر مدبر إليه لتشويه صورة الإسلام. ولكن هؤلاء الحمقى لم يستوعبوا أن فعلهم الإرهابي هذا أدى إلى إسلام الكثير من الناس، لأن الإعلام بالغ في تضخيم الأمور وتزييفها، مما أدى البعض إلى البحث عن هذا الدين، فوجدوه عكس ما يقول الإعلام، وفوجئوا أنه دين الرحمة والتسامح والأخلاق، مما أدى إلى إسلامهم. والأمر الثاني الذي أستغربه هو مشاركة رؤساء العرب في مظاهرة "شارلي" وتعبيرهم عن تضامنهم معهم، فلماذا لم يشاركوا في مظاهرات عن مقتل هؤلاء الطلبة المسلمين؟ أليسوا إخوانهم؟ فلماذا صمتوا ولم يعبروا بكلمة عن هذا الفعل الإجرامي؟ وقبل هذا كله، فلماذا لم يشاركوا في مظاهرات على ما يحدث في مصر وسوريا؟ أليسوا إخوانهم في الدين؟ أليس من الأولى أن تدافع عن أخيك المسلم؟ أين هو تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المُؤمِنَ للمُؤْمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا"؟ وأين كذلك تطبيق هذا الحديث أيضا: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه"؟ فهؤلاء الرؤساء وجب عليهم أن يتأملوا في فعلهم هذا ويتذكروا أنهم سيحاسبون على سكوتهم عن مقتل هؤلاء الطلبة وعلى مقتل إخوانهم في فلسطين ومصر وسوريا وأفغانستان وبورما… فليعدوا لهذا السؤال جوابا: لماذا تضامنتم مع مجلة "شارلي" التي أهانتكم ولم تتضامنوا مع إخوانكم الذين يقتلون ظلما ولم تحركوا ساكنا؟