بعد خسارته لمناطق سيطرته شرق الفرات، لم يبق لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا سوى بعض الأماكن في البادية، ضمن مناطق سيطرة النظام. ومنتصف فبراير الماضي، توصلت منظمة "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابية المدعومة أمريكيًا، إلى اتفاق يقضي باستسلام عناصر "داعش" المحاصرين داخل جيب صغير، في آخر معقل له ببلدة "باغوز" بمحافظة دير الزور. وسلم مئات العناصر من التنظيم المتطرف أنفسهم، ونُقلوا إلى حقل "العمر" النفطي، الذي تتخذه القوات الأمريكية قاعدة لها. والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحكام القوات المدعومة من واشنطن في سوريا، سيطرتها على 100 بالمائة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة "داعش". ويقتصر وجود التنظيم حاليا على بعض المزارع في أجزاء من البادية السورية، شرقي البلاد، التابعة إداريا لمحافظة حمص (وسط)، وتحيط بها قوات النظام من كل جانب. ويبلغ عدد عناصر التنظيم في المناطق المذكورة نحو 1500، بينهم عناصر تم إخلاء بعضهم من الرقة ودير الزور، بموجب اتفاقات مع "ي ب ك" ونظام الأسد خلال العامين الماضيين. وبسبب انتشارهم في نقاط متفرقة بالبادية، فإنه من الصعوبة أن يتم قتال عناصر "داعش" عبر فتح جبهة عسكرية. وفي حديث للأناضول، قالت مصادر محلية إن قوات النظام لم تقم حتى الآن بعمل عسكري جاد ضد التنظيم، رغم شن الأخير هجمات على الطريق الدولي الواصل بين مدينة حمص وبلدة السخنة الواقعة وسط البادية. وفي 11 سبتمبر 2018، أطلقت منظمة "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابية، وقوات التحالف الدولي، عملية عسكرية ضد آخر معاقل "داعش" في دير الزور. وسيطرت "ي ب ك" وقوات التحالف خلال الحملة على بلدة "هجين" المعقل الرئيس ل"داعش"، واستمرت حتى سيطرت مؤخرا على الباغوز، لتنهي بذلك وجود التنظيم شرق نهر الفرات. وخلال الحملة، أسفر قصف التحالف على أحياء سكنية في المنطقة عن مقتل مئات المدنيين، بحسب مصادر محلية للأناضول.