حين أنصحك أخي الحبيب أختي الغالية لا يعني ذلك أنني بلغت الذروة في الصلاح أو حزت وسام الفلاح،ولا يعني أني في رتبة أبي بكر أو عمر أوسعيد أو جعفر -رحمهم الله ورضي عنهم-،ولا يعني أني كامل تقي عابد زكي ، أو أنني صوَّام قوّام نقي. لكنني علمت أن قوما سبقونا لعونا لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) فأحببت نصيحة من أحب إنقادا لنفسي ولمن أحب. فقلت: إن قلت قوموا للمكارم حصلوا ثم اهجروا درب المكاره سرمدا أو قلت قبحا للذنوب وجرمها أو كنت بالخير العميم منددا لم أعن أني للجنان محصِّل أو أنني حزت الكمال ممجدا أو أنني مثل الصحابة رتبة أو أنني عند الإله مؤيَّدا أو أنني مثل الملائك طاعة أو أنني قمت الليالي مفرِدا أو أنني صمت الخميس مواضبا أو أنني فرد الزمان وسيدا بل إنني عبد عصيٌّ ظالم ومقصر أبغي الفلاح موحِّدا حب الرسولِ محمدٍ قد شدني فرجوت ربا واهبا متمجدا لقياه يوما في الجنان مقرَّبا ومنعَّما فضلا ومنَّا خالدا نصحي لكم يبدي المحبة والإخا أنتم لعمري في فؤادي عسجدا أصل المحبة في النصيحة كامنٌ فلتقبلوا نصح الذي قد أنشدا يُدعى أبا زيدٍ ذنوبٌ طامعٌ فاغفر إلهي جرم عبد أُجهِدا