دعا أمير الكويت صباح الأحمد، الأحد، لوقف الحملات الإعلامية بين دول الأزمة الخليجية لتهيئة الأجواء لاحتواء الخلاف الذي نشب قبل عام ونصف، بين السعودية والبحرينوالإمارات مع الدوحة. جاء ذلك في كلمته في افتتاح القمة الخليجية التي تنعقد الأحد بقصر الدرعية بالرياض، لمدة يوم واحد، وسط غياب 3 زعماء هم أمير قطر، تميم بن حمد، وسلطان عمان، قابوس بن سعيد، ورئيس الإمارات خليفة بن زايد وقال أمير الكويت صباح الأحمد إن لقاء اليوم "هام ويجمعنا في إطار بيتنا الخليجي (مجلس التعاون)"، مؤكدا حرصا بلاده على دعمه وسعيه المتواصل على الحفاظ عليه. وأضاف : "إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة (..) ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره". وتابع "نواجه تهديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيانا بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا". ودعا لوقف الحملات الإعلامية بين دول المقاطعة والدوحة التي انطلقت منتصف 2017، مرجعا ذلك إلى "الحرص على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي ووضع حد للتدهور لوحدة الموقف، وتجنبا لمصير مجهول لمستقبل العمل الخليجي". وأكد على أهمية "وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست القيم والمبادئ وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف الأبناء وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه" وتابع: "إننا على ثقة أيها الأخوة أنكم تشاركونني الرأي بأهمية الاستجابة لهذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف". وعن قضايا المنطقة، قال أمير الكويت، في كلمته إن "استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا مباشرا لنا جميعا ونأمل كل التوفيق للمشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد والتي استجابت بلادي بتقديم الدعم اللوجستي لها (لم يحدده)". كما جدد دعم بلاده للحل السياسي للأزمة السورية، متنميا أن يتمكن العراق من إعادة بناء ما شهده من تدمير. وأكد أن "مسيرة السلام التي وبكل أسف تعاني جمودا وتجاهلا من قبل المجتمع الدولي فأننا نؤكد حرصنا على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية دعما وتعزيزا لاستقرار المنطقة والعالم" وجدد تأكيد بلاده على أهمية أن تستند العلاقات مع إيران على على مبادئ أممية وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار. ويشارك في القمة التي ترأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وحضرها ولي عهده محمد بن سلمان، كل من الملك حمد بن عيسى، عاهل البحرين، وأمير الكويت صباح الأحمد، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني، نائبا عن السلطان قابوس بن سعيد، ومحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. فيما غاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية بقطر، سلطان المريخي وفد بلاده بالقمة الخليجية. وتأتي قمة الرياض وسط أزمة خليجية مستمرة منذ منتصف 2017 عقب قطع السعودية والإماراتوالبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر. وفرضت الدول الأربع "إجراءات عقابية" على قطر، متهمة إياها ب"دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى "فرض الوصاية على القرار الوطني القطري".