واستحضرت السيدة مصلي، في جلسة عمل بحضور عامل إقليموزان، مهدي شلبي، والسلطات المحلية والمنتخبين وممثلي الصناع التقليديين، تاريخ الحرف التقليدية بالإقليم وتوارثها عبر الأجيال، مشددة على أن هذا "الإرث لا يحضر فيه البعد الثقافي الهوياتي فقط، ولكنه يشكل مورد رزق لمجموعة من الأسر". في هذا الصدد، توقفت كاتبة الدولة عند شهرة "الخرقة الوزانية" المستعملة في صناعة الجلابيب التقليدية، والتي استطاعت أن تسجل حضورا يتجاوز الأسواق المحلية والوطنية إلى الأسواق العالمية. وأكدت السيدة جميلة المصلي على "الدور الكبير الذي تلعبه الصناعة التقليدية التي تشكل مصدر فخر لكل المغاربة، وجهود حماية المنتوج التقليدي الأصيل ودعم دوره في التنمية المحلية، موضحة أن إقليموزان صار يتوفر اليوم على بنيات تحتية تهدف لتثمين الصناعة التقليدية والمنتوج المحلي، وتساهم في دعم التشغيل وتحسين الأوضاع الاجتماعية وتطويرها. وبعد أن شددت على ضرورة أن تكون هذه البنيات محل تعاون بين جميع الفاعلين والمتدخلين حتى تقوم بأدوارها التنموية المسطرة، نوهت بأن الاستثمار الجيد لها سيمكن من جعلها منصة للترويج والتعريف بالمنتوج المحلي، وهو ما يعتبر من أهم المداخل الحيوية لبعث الديناميكية المطلوبة في قطاع الصناعة التقليدية بهذا الإقليم. وكشفت كاتبة الدولة عن التفكير في توفير فضاءات توضع رهن إشارة التجمعات الحرفية النسوية في مجال الصوف، مشيرة إلى أن هذه الفضاءات ستستجيب للحاجيات الأساسية لهؤلاء الحرفيات اللواتي يقدر عددهم بحوالي 300 امرأة يشتغلن في هذا المجال، إلى جانب اعتماد تجويد مادة الصوف في برامج القطاع ابتداء من عام 2019. وبعد أن تحدثت عن دور التكوين في تشجيع إبداع الحرفيين، اعتبرت السيدة مصلي أن تقوية التسويق ومواجهة تحدياته، سواء في الأسواق المجالية أو عبر المنصات الإلكترونية، سيساهم في دعم مداخيل الصناع التقليديين والتعاونيات التي تؤطرهم. من جهة أخرى قامت السيدة كاتبة الدولة وعامل الإقليم ووفد مكون من السلطات المحلية والمنتخبين بتفقد مجموعة من بنيات الصناعة التقليدية بالإقليم، لاسيما "المركب المندمج للصناعة التقليدية" و "قرية الصناع التقليديين". كما تم افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 2 دجنبر المقبل تحت شعار "الصناعة التقليدية المغربية.. جسر بين الأجيال والجهات".