الخميس 15 غشت 2013م في وقت أخرست فيه الهتافات، وتعالت فيه أصوات الرصاصات والغازات، وكسرت فيه الهامات، وأزهقت فيه الأرواح، وضاقت بأهل الحق الأرض وبلغت القلوب الحناجر.. في هذه اللحظة التاريخية الحرجة آثر الشيخ محمد حسان على ما يعانيه من مرض، آثر أن يخرج إلى الميدان ويخاطر بحياته، ويخاطب الجميع "لقد استخدمنا كلّ السّبل لحقن الدماء وحلّ الأزمة.. وجئت اليوم لا لأتكلم؛ ولكن لأقول لكم: دمائي ليست أغلى من دمائكم". ولقد قطع هذا الموقف البطولي من الشيخ كل الألسنة التي تكلمت في الأيام الماضية في تحركات الشيخ، وشككت في نيته، واتهمته بالخيانة والجبن، وأبان في نفس الوقت أن الشيخ حفظه الله كان يتحرك إرضاء لربه، لا يخشى فيه لومة لائم، وقد بذل ما فيه وسعه لتهدئة الأوضاع ريثما يتوصل الحكماء والعقلاء لحل عادل من غير سفك للدماء، ولكن لما رأى حفظه الله أن السيسي قد أخلف الوعد الذي أخذه على نفسه بألا يفض الاعتصامات ورأى أن ما كان يخشى منه قد حصل بما لم يكن في الحسبان، غضب الشيخ غضبة لله في ذلكم الموقف فناله ما ناله في سبيل الله، "ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين".