هوية بريس – وكالات في يوم دامٍ جديد، واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على المتظاهرين الفلسطينيين في الجمعة الرابعة من مسيرات "العودة" السلمية قرب حدود قطاع غزة، وكذلك بأنحاء متفرقة من الضفة الغربية، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 736 آخرين. وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إن "4 فلسطينيين بينهم فتى (18 عاما) استشهدوا، وأصيب 729 أثناء مشاركتهم في مسيرة العودة على حدود غزة مع إسرائيل". وأوضح أنّ "من بين الإصابات 156 بالرصاص الحي، و86 اختناقًا بالغاز، و29 بشظايا متفرقة، و5 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط"، ولم يوضح طبيعة بقية الإصابات. ولفت المتحدث باسم الصحة، أن من بين الإصابات 45 طفلاً، و15 امرأة، مؤكداً وجود 4 إصابات خطيرة، و166 متوسطة، و135 طفيفة، دون أن يذكر وضع بقية الإصابات. وشهداء اليوم، وفق القدرة، هم: سعد أبو طه (29 عاماً)، والفتى محمد إبراهيم أيوب (18 عاما)، وأحمد رشاد العثامنة (24 عاماً)، وأحمد نبيل أبو عقل (25 عاماً). وتجمهر اليوم آلاف الفلسطينيين عند 5 نقاط قرب الحدود مع إسرائيل، للمشاركة في مسيرة أطلقوا عليها اسم "جمعة الشهداء والأسرى"، أشعلوا خلالها عددًا من الإطارات المطاطية، ورشق بعضهم قوات الجيش بالحجارة. ووصل عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، منذ بداية مسيرات "العودة" في 30 مارس/آذار الماضي، إلى 39 فلسطينيًا، فيما أصيب الآلاف بجراح. ومع بدء تجمهر الفلسطينيين قرب حدود غزة، صباح اليوم، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في المواقع التي احتشد فيها المتظاهرون، هددهم فيها بتعريض حياتهم للخطر. وحذرت المنشورات الفلسطينيين من المواجهات العنيفة واستهداف قوات الجيش والمستوطنين، كما هددتهم باستخدام كافة أنواع الأسلحة لمنع وصولهم إلى السياج الحدودي. وعلى ذات الصعيد، ذكر موقع و"اللا" العبري، أن 120 قناصاً وقوات معززة من الجيش الإسرائيلي انتشرت اليوم قرب حدود غزة، استعداداً لمسيرة "العودة". وفي الضفة الغربية، أصيب 7 فلسطينيين، بجراح وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع الجيش. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي، واثنين بالرصاص المطاطي، إضافة لمصابين اثنين أيضا بحالات اختناق بالغاز المدمع. وبحسب شهود عيان، فإن المواجهات مع القوات الإسرائيلية بالضفة، وقعت عند مدخل مدينتي رام الله والبيرة (وسط) وفي بلدات نعلين وبلعين والنبي صالح غربي رام الله، إضافة لبلدات كفر قدوم وبيتا بمحافظة نابلس (شمال)، وفي حي باب الزاوية وسط الخليل (جنوب). وفي سياق الأحداث ذاتها، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن جيشه يستعد لكل السيناريوهات سواءً في غزة أو الشمال، في إشارة إلى الحدود مع سوريا ولبنان. وقال ليبرمان في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، اليوم، "نحن نواصل الاستعداد لكل السيناريوهات سواء في غزة أو في الشمال". ودعا وزير الدفاع "المتواجدين في الحدود الشمالية أن يفكروا جيداً في ما يفعلون" في إشارة إلى إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية. وتابع "نحن مستعدون لسيناريو متعدد الجبهات، إنه استعداد غير مسبوق سواء على مستوى الجيش أو الشعب في إسرائيل". وعلى الصعيد الفلسطيني، أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، استمرار الجيش الإسرائيلي بقتل المتظاهرين في قطاع غزة، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا". وقالت، إن "قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار الحي على المظاهرات السلمية في قطاع غزة (..) لن يزيد شعبنا إلا صموداً وتمسكًا بحقوقه المشروعة". وحملت الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية، مسؤولية استمرار الجيش بقتل المواطنين. وجددت مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بالإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها اليومية ضد الشعب والأرض الفلسطينية. من جانبه، دعا رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية، الفلسطينيين إلى الاستعداد للمشاركة في المسيرة الكبرى في ذكرى النكبة الموافق 15 مايو القادم، تجاه الحدود الفاصلة مع إسرائيل. وقال هنية، في كلمة له أثناء مشاركته في مسيرة "العودة" قرب حدود غزة، "استعدوا وتهيأوا للطوفان البشري على كل حدود فلسطين داخل الأرض المحتلة وخارجها في ذكرى النكبة". وأضاف "مسيرة العودة ستزيل الأسلاك والحدود لنعود إلى أرض فلسطينالمحتلة". وأشار أن "تهديدات الاحتلال (إسرائيل) لن تخيف شعبنا بل تزيدنا قوة وحشد على الحدود". بدورها، طالبت منظمة الأممالمتحدة، الحكومة الإسرائيلية ب"تقنين استخدام القوة المميتة"، فيما دعت الفلسطينيين إلى "تجنب الاحتكاك" بالقوات الإسرائيلية عند السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل. وخلال مؤتمر صحفي في نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، إن الأممالمتحدة "تتابع بقلق الوضع على طول سياج غزة"، و"تؤكد ضرورة تقنين استخدام القوة من جانب قوات الأمن الإسرائيلية، وأن يكون استخدام القوة المميتة كحل أخير". وأضاف "حق" أن "المنسق الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، كرر دعوته الفلسطينيين إلى تجنب الاحتكاك عند سياج غزة، وطالب إسرائيل بتقنين استخدام القوة"، وفقا للأناضول.