أعلنت الحكومة السويدية أنها بصدد سن قانون جديد سيدخل حيز التنفيذ مطلع مايو القادم، وبموجبه لن يُسمح للأطفال دون سن ال16 من استخدام الشبكات الاجتماعية دون موافقة أولياء أمورهم. وجاء هذا القرار على خلفية تبني السويد للقواعد الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي بخصوص حماية المعلومات، وتشير تلك القواعد إلى تحديد السن القانوني لاستخدام الشبكات الاجتماعية ب16 عاماً في العديد من بلدان أوروبا، ولكن من المتوقع أن يكون 13 عاماً في بريطانيا. وترجع الأسباب وراء فرض الاتحاد الأوروبي لهذه القواعد إلى سعيه لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت وخاصة فيما يتعلق بالإعلانات المختلفة التي تظهر لهؤلاء الأطفال، إلى جانب حمايتهم من مخاطر التعرض للاستغلال الجنسي. ووفق الهاف بوست عربي فقد أثار الاتحاد الأوروبي بإعلانه هذه القواعد الجديدة الكثير من الجدل، وعلق معهد سلامة الأسرة على الإنترنت (FOSI)، بتأكيده أن رفع السن القانوني لاستخدام الشبكات الاجتماعية سيؤدي إما إلى زيادة عدد الأطفال الذين يكذبون بشأن سنهم عند تسجيل حساباتهم، أو حظر المزيد من الأطفال من الحصول على الخدمات التي تقدمها هذه المواقع. تركيا تدرس اللحاق بالسويد وصرحت وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية سما رمضان أوغلو، أن وزارتها تدرس حظر استخدام الشبكات الاجتماعية للأطفال تحت عمر معين، والذي من الممكن أن يتراوح بين 12 و16 سنة. ويشترط القانون الذي ستعده وزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة الداخلية والتعليم والعدل والتكنولوجيا أن يكون استخدام الأطفال لمواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب بإذن الوالدين، كما سيمتد الحظر إلى كل المواقع التي تطلب معلومات شخصية، وبعض محركات البحث والمدونات الشخصية. في عالم الإنترنت.. المخاطر متعددة وقدرة الطفل محدودة يعد فهم تأثير وظائف وسائل الإعلام الاجتماعي على الحياة الشخصية أمراً صعباً بالنسبة للأطفال، وبما أن هناك أخطاء يصعب محوها من شبكة الانترنت مثل تسجيل مقطع إباحي لأحدهم، فإن استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي يحتمل أن يؤثر على مستقبلهم، بالإضافة إلى أنه إذا استهدف مجرمون طفلاً فإن قدرته على التعامل مع هذا الموقف في سن مبكرة محدودة، مما يعرضه للخطر عقلياً وبدنياً. وهناك تجربة في خصوص القوانين التي تسعى لحماية الأطفال من هذه الأخطار، تتمثل في القانون الأميركي لحماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA)، والذي يهدف لحماية المعلومات الشخصية للأطفال دون سن 13 عاماً، بمنع مواقع التواصل الاجتماعي من جمع صور أو نشر مقاطع فيديو يمكن أن تلحق الضرر بهم، ولكن في حال إذا ما كذب الطفل وادعى أنه بلغ السن القانونية لتسجيل حساب باستخدام تاريخ ميلاد مزيف، فحينها يكون خارج نطاق الحماية التي يوفرها القانون وتصبح معلوماته الشخصية معرضة للخطر. نسب استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي تثير القلق وجدت دراسة بريطانية أن حوالي 59% من الأطفال استخدموا إحدى شبكات التواصل الاجتماعي قبل بلوغهم سن عشر سنوات، إذ أن الاشتراك في منصات مثل تويتر وفيسبوك وسناب شات قبل السن القانونية ليس صعباً، والشركات نادراً ما تراقب ذلك أو تفعل شيئاً حياله. ولكن المتحدث باسم فيس بوك نفى ذلك بقوله: "عندما ندرك أن شخصاً يقل عمره عن 13 عاماً كذب بشأن سنه، فإننا نزيل حسابه ونستخدم ملفات تعريف الارتباط لمنعه من الاشتراك مرة أخرى". وتوصلت دراسة أخرى أصدرها مركز "بيو" الأميركي للأبحاث، إلى أن 89% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 عاماً يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر من 71% منهم يمتلكون حسابات على أكثر من موقع. "فيسبوك" يخصص ماسنجر للأطفال هناك بعض الخطوات التي يلزم اتباعها من أجل استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل آمن، منها على سبيل المثال استخدام تطبيق "ماسنجر فيسبوك للأطفال"، الذي يسمح بتبادل الأطفال للصور ومقاطع الفيديو والرسائل النصية، كما يُمكن الأهل من التحكم في الرسائل المرسلة، عبر ربط حساب الطفل بحسابات البالغين، وأكدت إدارة "فيسبوك" أن الموقع لن يعرض أي إعلانات في التطبيق.