هوية بريس – وكالات في الذكرى المئوية لوفاة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، قال المؤرخ والباحث الليبي الدكتور علي محمد الصلابي، إنه "لولا الله ثم الدولة العثمانية لكانت ليبيا وتونس والجزائر الآن دول نصارى"، مشيداً بدهاء السلطان عبد الحميد وما قام به من أجل دولته وأمته. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات "IHH" التركية، بعنوان "نظرة العالم الإسلامي للخليفة عبد الحميد"، في العاصمة أنقرة، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على وفاة السلطان عبد الحميد، شارك فيها إلى جانب الصلابي كل من الباحث في التاريخ الإسلامي عبد الغني الأهجري من اليمن، والباحث في الشأن الفلسطيني موسى عكاري، وفقاً لوكالة الأناضول. وقال الصلابي في كلمته خلال الندوة، إن "السلطان عبد الحميد لم يمت لأنه عاش بقيمه ومبادئه وسيرته التي تستلهم منها الأجيال كافة أنواع الكفاح والصمود والنضال والشجاعة والذكاء والدهاء وحسن الصلة مع الله"، مشيراً إلى أن السلطان عبد الحميد أذاق أعداء الله أنواع متعددة من العذاب النفسي والمادي والمعنوي، وفقاً لقوله. ولفت المؤرخ الليبي الشهير، أنه كان هناك مخطط من إسبانيا والبرتغال ودول أوروبية أخرى للقضاء على الإسلام في شمال إفريقيا، مؤكدًا أن الدولة العثمانية في عهد السلطانين العثمانيين سليم الأول وسليمان القانوني تصدت لهذه الحملات. وأوضح الصلابي أن السلطان عبد الحميد استفاد من التقنية والتقدم في الكثير من المجالات عند الغرب، ونقلها إلى الدولة العثمانية مع المحافظة على المبادئ والقيم المستمدة من الإسلام والقرآن الكريم وتاريخ الأمة العظيم، منوهاً إلى أن أهم أعمال السلطان العثماني كان تطوير جهاز الاستخبارات لجمع المعلومات عن الأعداء في الداخل والخارج وللتصدي لمخططات الإنجليز والدول الأوروبية. واختتم الصلابي القول بالإشارة إلى أن السلطان عبد الحميد كان يملك القوة العسكرية التي تستطيع أن تسحق حركة التمرد التي قام بها أعضاء جمعية الاتحاد والترقي لكنه فضل عدم سفك الدماء واعتزال السلطة. والسلطان عبد الحميد الثاني (ولد في إسطنبول عام 1842 وتوفي فيها عام 1918)، هو السلطان ال34 بين سلاطين آل عثمان، وال26 ممن جمعوا بين الخلافة والسلطنة، فضلًا عن أنه الخليفة ال113 بين خلفاء الدول الإسلامية المتعاقبة. حيث تولّى الحكم عام 1876، وانتهت فترة حكمه عام 1909. وعُرف عبد الحميد الثاني كأقوى وأدهى سلاطين آل عثمان؛ حيث شهدت فترة حكمه تحولات صناعية وإصلاحات دستورية هامة، إضافة إلى إعادة هيكلة الدولة ومأسستها، وهو ما جعله في مواجهة دبلوماسية وعسكرية مع القوى الكبرى الطامعة في أراضي الدولة العثمانية، حسب ترك برس.