كشف كاتب سيناريو المسلسل التركي “السلطان عبد الحميد” عن ضغوط إسرائيلية وأوروبية لوقف إنتاج المسلسل. جاء ذلك خلال ندوة فنية انعقدت في مدينة إسطنبول، مؤخرا ، حول تأثير المسلسل على المشاهد العربي، بتنظيم من جمعية “بيت الإعلاميين العرب”. وحضر الندوة عشرات الصحفيين والكتاب، إلى جانب فنانين من طاقم عمل المسلسل. وتطرقت الندوة إلى الضغوط التي تعرض لها مسلسل “السلطان عبد الحميد” من أجل وقف بثه؛ لأنه يعزز القواسم المشتركة بين تركيا والمنطقة العربية، وهذا لا يعجب البعض. وفي هذا الصدد، قال “سلمان كاياباش”، كاتب سيناريو المسلسل: إن “أحد أعضاء البرلمان الأوروبي وصف المسلسل بأنه فاشي وينبغي أن يُمنع من العرض”. وأضاف، في كلمة له خلال الندوة: إن “أحد كتاب أكثر الصحف مبيعاً في تركيا قام بالكتابة ضدنا”. وتابع أن حملة شنتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على مسلسل “السلطان عبد الحميد”، تبعتها في ذلك عدة صحف عالمية. واستدرك كاياباش: “بعد هذه الحملات ضدنا قررنا أن نستمر في عرض المسلسل وبمزيد من الاحترافية”. وقال: “عندما ننظر إلى التاريخ نجد أن القوى الأوروبية تحاول أن تفصلنا عن بعضنا البعض”. ودلل على ذلك بقوله: “الأخوة السوريون في الشمال السوري والأخوة الأكراد هناك، يوجد حملة كبيرة للوقيعة بيننا، من خلال زرع فكرة أن الأتراك قوة احتلال جاؤوا لاحتلال أراضيكم، وهذا نفس السيناريو الذي قيل لإخواننا العرب”. وأوضح: “في مسلسل السلطان عبد الحميد نحاول أن نشرح التاريخ الحقيقي”. وحول أسباب تلك الضغوط لوقف عرض المسلسل، قال الممثل “هاكان بوياف”، الذي يؤدي دور “محمود باشا” في مسلسل السلطان عبد الحميد الثاني: إن “هناك قواسم مشتركة ما بين سكان منطقتنا، ويحاول الأعداء جاهدين أن يفرقونا”. وشدد” بوياف” على ضرورة “تجاوز الاختلافات البسيطة بيننا”، مضيفاً: “ينبغي أن نستمر مع بعضنا البعض؛ لأن تاريخنا مشترك، وكلنا أناسٌ جيدون نمشي في طريق واحد”. وبدأ عرض مسلسل “السلطان عبد الحميد”على شاشة التلفزيون التركي وعدد من القنوات في أنحاء العالم عام 2017، ونظراً للنجاح الكبير الذي حظى به لا يزال المسلسل متواصلاً؛ حيث تعرض حالياً منه حلقات الجزء الثالث. ويُوثق المسلسل أبرز الأحداث في الأعوام ال13 الأخيرة (1896-1909) من حكم السلطان عبد الحميد الثاني؛ فضلاً عن الأحداث التي عاشتها الدولة العثمانية إبان حكمه آنذاك. والسلطان عبد الحميد الثاني (ولد في 1842 بإسطنبول)، وهو ال34 من سلاطين الدولة العثمانية، وال26 من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. وتولى الحكم في 1876 حتى خلعه في انقلاب عسكري عام 1909، وتوفى في 10 فبراير 1918.