إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرموا العنصرية والتمييز ضد السود
نشر في هوية بريس يوم 19 - 08 - 2014


الثلاثاء 19 غشت 2014
إن النظرة الاحتقارية للإنسان الأسود والاسمر مازالت متجذرة في الثقافة الشمال افريقية والشرق اوسطية، وابرز مثال عليها الكلمات النابية التي تستعمل لإذلال والنيل من السود:
شمال إفريقيا: الحرطاني، العزي، الكحلوش، الضراوي، الوصيف، العبد، الفاخرة، الخادم، اسوقي..
الشرق الاوسط والخليج: عبد، عتيق، الضحل، ابن السوده، زنجي، خال، كويحه، صنيفره، فحمه..
رغم أن الإسلام سوى بين البشر، الغى كل مظاهر العبودية لغير الله، جعل التقوى والعمل الصالح اساس التفاضل بين الناس، ونهى عن التنابز بالألقاب والتفاخر والتعاظم بالأجداد:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(الحجرات:11).
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ".
ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية.
لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض ولا أسود ولا أحد على أحد إلا بالتقوى.
فلماذا لا نرى إذا نقدا واستنكارا لهذه السلوكيات المشينة؟ أين علماء الدين، المثقفين، السياسيين، الحقوقيين، الاعلاميين، ورجال القانون؟؟
إن هذا الصمت المطبق على هذه الإساءات التي يتعرض لها الإنسان الأسود ما هو في الحقيقة إلا تواطؤ سافر وتكريس لها.
النظرة الدونية للأسود في المنطقة تتغذى على ثلاثة روافد:
1- تزوير التاريخ وربط العبودية باللون الأسود:
وهو أمر خاطئ تماما، لأنه تم استعباد عشرات الملايين من الأوروبيين البيض في المنطقة على مر العصور:
عبيد غزو اسبانيا وجنوب ايطاليا:
يورد الغساني رواية عن محمد بن مزين نقلاً عن محمد بن موسى الرازي، في سِفْره الرايات: «أنه حين تمّ افتتاح الأندلس، قسمها موسى بن نصير البكري التابعي بين الجيوش الذين دخلوها كما قسّم بينهم سبيها ومتاعها وسائر مغانمها، وأخرج من أرضها ورباعها الخمس، كما أخرجه من سبيها ومتاعها. واختار من خيار السبي وصغاره مئة ألف وحملهم إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك».
طبعا هم هنا يتحدثون فقط عن الخمس أي (5/1)، أما الأرقام الحقيقية فهي أكبر من ذلك بكثير.
المماليك:
المماليك، العبيد البيض المنتمين خاصة لأسيا الوسطى والبلاد الموجودة بين بحري قزوين والأسود (أرمينيا جورجيا داغستان الشيشان أذربيجان)، الذين استخذهم العباسيون والأيوبيون والفاطميون والطولونيون والأخشيديون لتشكيل جيش قوي.
العبيد الصقالبة:
كان الاوروبيون يصدرون الجواري والغلمان إلى المسلمين من اجل تغطية اسعار البضائع القادمة من المشرق، حتى ان هنري الأول ذا فاولر حاكم دوقية ساكسونيا انشا فيالق متخصصة في خطف النساء والاطفال السلاف "Slavs" من اجل بيعهم للمسلمين. وكان يجلب الأطفال الصقالبة إلى العالم الاسلامي عبر بيزنطة والاندلس، وبينما كان قسم من العبيد يبقى في الأندلس كان قسم آخر يعبر البحر إلى دول شمال افريقيا، إذ أن الطلب عليهم كان كبيرا ويأتي من كل المناطق الاسلامية، وخاصة النساء ذوات الشعر الاصفر. وبسبب علاقاتها الطيبة مع الغرب لعبت الأندلس دورا محوريا بين الشرق والغرب في هذه "التجارة"، وقد كتب أحد المؤرخين المسلمين: "أكثر البضائع القادمة من الأندلس شهرة هي الجواري والغلمان الجميلة من بلاد الافرنج والغاليسين والخصيان الصقالبة".
وللذين يعتقدون بانهم السكان الأصليون للمغرب فقط لأنهم يملكون عيون خضراء أو شعر اشقر، اقول، لقد تم استرقاق ملايين الأوروبيين البيض في شمال افريقيا طوال عشرة قرون (من القرن الثامن حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي)، وجزء منهم استعمل كجنود عبيد في منطقة الريف شمال المغرب. فقد خاطب أمير إمارة نكور سعيد بن صالح، في نهاية القرن 9 الميلادي، عبيده الصقالبة حين قاموا عليه مطالبين بالعتق: "أنتم جندنا وعبيدنا وأنتم كالأحرار لا تدخلون في المواريث ولا تجري عليكم المقاسم، فما طلبكم للعتق".
يقول أبو القاسم بن حوقل النصيبي في كتابه صورة الأرض:
وبالأندلس غير طراز يرد إلى مصر متاعه وربّما حمل منه شيء إلى أقاصي خراسان وغيرها، ومن مشهور جهازهم الرقيق من الجواري والغلمان الروقة من سبى افرنجه وجليقيه والخدم الصقالبة وجميع من على وجه الأرض من الصقالبة الخصيان فمن جلب الأندلس لأنّهم عند قربهم منها يخصون ويفعل ذلك بهم تجّار اليهود والصقالبة قبيل من ولد يافث وبلدهم مستطيل واسع ولغزاة خراسان من ناحية البلغار بهم اتّصال فهم إذا سبوا إلى هنالك تركوا فحولة على أحوالهم مقرورين على صحّة أجسامهم (وذلك أنّ بلد الصقالبة طويل فسيح).
وجاء في نفح الطيب من غصن الأندلس الرطب لأحمد بن محمد المقري التلمساني:
وقال بعض من أرخ الأندلس كان عدد الفتيان بالزهراء (المدينة الاندلسية الملكية الصغير) ثلاثة عشر ألف فتى وسبعمائة وخمسين فتى ودخالتهم من اللحم كل يوم -حاشا أنواع الطير والحوت- ثلاثة عشر ألف رطل وعدة النساء بقصر الزهراء الصغار والكبار وخدم الخدمة ستة آلاف وثلاثمائة امرأة وأربع عشرة انتهى وقيل إن عدد الصبيان الصقالبة ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسون وجعل بعض مكان الخمسين سبعة وثمانين وقال آخر ستة آلاف صقلبي وسبعة وثمانون.
عبيد الجهاد البحري:
يقول المؤرخ الامريكي روبرت دافيز "Robert C. Davis" استاذ التاريخ في جامعة اوهايو الامريكية انه بين عامي 1530 و1780 تمكن قراصنة كانوا ينطلقون من شمال افريقيا من خطف واستعباد أكثر من مليون وربع أوروبي، وأن المدن الساحلية في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وانجلترا وايرلندا شمالا حتى ايسلندا..، كانت مسرحا لعمليات اختطاف الأوروبيين ومن تما استرقاقهم.
زد على ذلك، أن كل المؤرخين الإغريق الرومان والعرب كانوا يقدمون أغلب سكان المنطقة كسود:
جاء في لسان العرب لابن منظور:
الغالب على ألوان العرب الأدمة، وكانت العرب تسمي العجم الحمراء ورقاب المزاود لغلبة البياض على ألوانهم، ويقولون لمن علا لونه البياض أحمر، ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة: يا حميراء، لغلبة البياض على لونها، رضي الله عنه. قال، صلى الله عليه وسلم: بعثت إلى الأحمر والأسود، فأسودهم العرب وأحمرهم العجم. وقالت العرب لأولادها من العجميات اللاتي يغلب على ألوانهن البياض: هجن وهجناء، لغلبة البياض على ألوانهم وإشباههم أمهاتهم. وفرس هجين بين الهجنة إذا لم يكن عتيقا…
هذا إلى جانب أن أغلبية أشراف مكة والصحابة كانوا سودا:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قال أبي جعفر الباقر: كان علي آدم، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمهما، وهو إلى القصر أقرب.
وجاء في تاريخ الخلفاء للحافظ جلال الدين السيوطي: كان علي شيخا سمينا أصلع كثير الشعر ربعة إلى القصر عظيم البطن عظيم اللحية جدا قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن آدم شديد الأدمة.
قال الحافظ الذهبي: "كل من غلب عليه السواد قالوا أسود أو شديد الأدمة".
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
جاء في كتاب تاريخ اليعقوبي :وكان عمر طوالاً، أصلع، أقبل، شديد الأدمة، أعسر يسرا، يعمل بيديه جميعاً، ويصفر لحيته، وقيل يغيرها بالحناء والكتم.
سعد بن أبي وقاص خال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جَعْدَ الشَّعْرِ، أَشْعَرَ الْجَسَدِ، آدَمَ، طَوِيلا أَفْطَسَ" .
حكيم بن حزام (الذي كان من سادات قريش وابن اخ السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها).
قال الزبير : وكان حكيم بن حزام آدم شديد الأدمة، خفيف اللحم، ولد قبل الفيل باثنتي عشرة سنة.
أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري الكناني:
ابو ذر الذي عير بلال بن رباح بأمه كان كذلك اسود اللون، فكثير من الناس يعتقدون ان أبو ذر عير بلال للونه ولكن هذا غير صحيح.
عن ابن بريدة قال "لما قدم أبو موسى لقي أبا ذر فجعل أبو موسى يكرمه وكان أبو موسى قصيرا خفيف اللحم وكان أبو ذر رجلا أسود كث الشعر فيقول أبو ذر إليك عني ويقول أبو موسى مرحبا بأخي فيقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تلي".
وقال حميد بن هلال حدثني الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل طوال آدم أبيض الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا فاتبعته فقلت من هذا قالوا أبو ذر.
قال أبو ذر حاكيا قصة سبه لبلال : حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، قال: حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ المَعْرُورِ -هُوَ ابنُ سُوَيْدٍ-، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «أَسَابَبْتَ فُلاَنًا» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي: هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ».
بالإضافة إلى الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، الإمام أحمد بن حنبل، الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، موسى بن عبد الله بن الحسن شقيق إدريس الأول، الحسن بن محمد بن عبد الله (هذه فقط بضع أمثلة لبعض العرب الأصليين الذين وصفوا بسواد البشرة أما اللائحة فطويلة ولا يسع المجال لذكر الجميع).
بخصوص شمال إفريقيا التي يحاول البعض سرقتها من سكانها الاصليين السود عبر تزوير التاريخ، ادعوكم لتحميل هذا الكتيب:
http://fr.slideshare.net/medmars14/ss-34927944
2- كتابات بعض المؤرخين والأدباء:
سأعطي المثال بما كتبه ابن خلدون المنظر الاول للفكر النازي، الذي هاجم البيض والسود في مقدمته ووضعهم في مرتبة الحيوانات.
المقدمة الثالثة في المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر والكثير من أحوالهم:
وأما الأقاليم البعيدة من الاعتدال مثل الأول والثاني والسادس والسابع (يقصد هنا المناطق التي يسكنها السود والبيض) فأهلها أبعد من الاعتدال في جميع أحوالهم. فبناؤهم بالطين والقصب وأقواتهم من الذرة والعشب وملابسهم من أوراق الشجر يخصفونها عليهم أو الجلود وأكثرهم عرايا من اللباس وفواكه بلادهم وأدمها غريبة التكوين مائلة إلى الانحراف... وأخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوانات العجم. حتى لينقل عن الكثير من السودان أهل الإقليم الأول أنهم يسكنون الكهوف والغياض ويأكلون العشب وأنهم متوحشون غير مستأنسين يأكل بعضهم بعضاً وكذا الصقالبة. والسبب في ذلك أنهم لبعدهم عن الاعتدال يقرب عرض أمزجتهم وأخلاقهم من عرض الحيوانات العجم ويبعدون عن الإنسانية بمقدار ذلك... ومن سوى هؤلاء من أهل تلك الأقاليم المنحرفة جنوباً وشمالاً فالدين مجهول عندهم والعلم مفقود بينهم وجميع أحوالهم بعيدة من أحوال الأناسي قريبة من أحوال البهائم.
المقدمة الرابعة في أثر الهواء في أخلاق البشر:
قد رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كل قطر. والسبب الصحيح في ذلك أنه تقرر في موضعه من الحكمة أن طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه وطبيعة الحزن بالعكس وهو انقباضه وتكاثفه وتقرر أن الحرارة مفشية للهواء والبخار مخلخلة له زائدة في كميته.
الفصل الرابع والعشرون في أن الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء:
ولهذا إنما تذعن للرق في الغالب أمم السودان لنقص الإنسانية فيهم وقربهم من عرض الحيوانات العجم كما قلناه أو من يرجو بانتظامه في ربقة الرق حصول رتبة أو إفادة مال أو عز كما يقع لممالك الترك بالمشرق والعلوج من الجلالقة والإفرنجة فإن العادة جارية باستخلاص الدولة لهم فلا يأنفون من الرق لما يأملونه من الجاه والرتبة باصطفاء الدولة والله سبحانه وتعالى أعلم وبه التوفيق.
وتعتبر قصائد المتنبي التي يسخر فيها من كافور الإخشيدي حاكم مصر مثالا اخر على ذلك، فالمتنبي كان يأمل في أن يتفضل عليه كافور بأمارة يحكمها ونظم لهذا الغرض قصائد عديدة في مدحه، ولما فشل في الحصول علي مبتغاه، فر من مصر وبدأ حملة من التشنيع ضد كافور عبر نظم قصائد وصفه فيها بالعبد والأسود المخصي والزنجي الدميم والنجس.
3- الحملات الاعلامية التشويهية:
فالإعلام في هذه المنطقة يركز دائما على ابراز الأسود بشكل سلبي عبر تكريس الصورة النمطية عنه، بحيث يحصر ادواره في العبد الخادم النصاب والمجرم. إلى جانب اظهار افريقيا دائما كقارة منكوبة والتغاضي عن افريقيا التي تتحرك وتنتج وتتطور.
العنصرية ضد السود ليست قضية مفتعلة أو ثانوية، فالسود يعيشون في حالة من الظلم لامثيل لها بسبب التمييز الذي يتعرضون له. عقود وهم يقاسون الضيم، يكابدون القهر والجور، ويتحملون الاهانات اليومية. فهم:
1. لا يحظون بمكانة مماثلة كباقي الناس، إذ يصنفون كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
2. يستعبدون لحد الآن في بعض الدول.
3. يرفض دفن موتاهم في المقابر العامة، ويمنعون حتى من دخول المطاعم والمسابح العمومية في بعض البلدان (هذه حقيقة وليست خيال، وهناك ربورطاج قامت به فرانس 24 يوثق لهذه الظاهرة).
4. يجبرون على الصلاة في مساجد خاصة بهم.
5. يحظر الاختلاط بهم في الكثير من المناطق، لأن المخيل القبلي يعتبر الأسود خادما وعبدا مهما كانت وضعيته الاجتماعية والاقتصادية.
6. يجبرون على السكن في مناطق معزولة لا يرغب أحد العيش فيها.
7. تنتهك حرماتهم ويعتدى عليهم والجاني يفلت دائما من العقاب….
كل القضايا العادلة تتساوى، وكل أنواع الجور والحيف يجب أن تحظى بنفس الاهتمام. لذلك ندعوكم إلى تغيير هذا الواقع المر عبر سن قوانين تحمي هذه الفئة من العنصرية والتمييز وتمنحها كامل حقوقها، إلى جانب العمل على إدماج السود في الميدان الإعلامي السياسي والديبلوماسي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.