هوية بريس – الشيخ عمر القزابري بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام: أَجهشتِ القُدسُ الجريحةُ باكية.. فقضيتُها طال في البغْيِ حِوارُها.. يا قدس.. ياجرحًا بصدر السَّحاب.. يا ألما يهزُّ الرُّبى والهِضاب. لم تبقى من زفرات الجبارين سوى أنَّاتٍ يرددها التُّراب.. لم تبقى من بطولاتِ السالفين سوى ألوانٍ من السراب.. لحونُ العِز القديم غَدتْ أنَّات جرحى تَرتجُّ لها خيمات اللاجئين.. كأن الرِّياحَ تحمِلُ المذلةَ للمُستسلمين.. كأن الآذان صُمَّت عن سماع نداءاتِ المَظلُومِين… ولكن مهما توارى المخادِعون بزيفِ المُسوح..سَتَسْتَلُّهُم نِقمة الصادقين. سيصلهم زئير الرِّياح..يحمل المنايا مُكفَّنةً بثوبِ الصباح..سترسلُ الشمسُ أشعةَ العِزِّ فوق البِطاح..سيظل يَنهَش في العروق الثَّار..حتى يسود الحقُّ وتعودَ الدار..سيشبُّ في ظلام الظُّلم ضوء النهار..سيأتي الضحى يداعبُ المظلومَ ويفكُّ الإِسَار..سيُهلَك الجاني والخائن والبائع ويغسلُ العار.. سيُهزم الجَمعُ ويولُّون الأَدبار.. أيها الفجر أقبل فإنَّا إليك بالأشواق..أقبل حتى يُكَبِّرَ الجَبَلُ والشجر لموكب تهفو إليه السهول والقِفار..أقبل فقد سئمنا الذل والعار..أقبل فإني أرقُبُ مع الأقدار موعد أمة ملت الملل وكَرِهَتِ الأعذار..ماكان للغصْب أن يدوم ولا أن يقر له قرار…أقبل يافجر حتى تتجدد عند الصَّرعى الأعمار..لن تحجبَ القضيةَ كثافةُ الأستار..لن يُعمي الأبصار نَقْع الغبار..سيَسقي النصر طالبيه وستُقطَف الثمار..ستفشل بقوة الحق الدسائس سيزول الحِصار..إنها أرض السُّرى إنها القدس ستلفظ الرجس ستأخذ الثار..فلئن دار الزمان بغدره وتألَّب الإستعمار..فسيأتي الصباح حتما سيطلُع النهار..سيُقاد الجَلادونَ سيهوي الفجَّار…ستأتي وحدة تئِد الدُّجى ويَهبُّ المسار..سيغضب الإله وتُعينُ الأقدار..ياقدسُ عَلِّمينا أنَّ استرجاعك سيكونُ تحت مآذنِ الاستغفار..وأنَّ الوفاءَ للوحيِ هو الشعار والدثار..ياقدسُ سنلتقي في يوم صلحٍ مع الغفَّار..ياقدس لن تعيدك الأوتار..ولا القصائد ولا الأشعار..سبق الوعد أنك طَيِّعَةٌ للأبرار..فالفاروق وصلاح الدين قادوا المَسار..فإما سائرون على نهجهم..أو فلندَعِ القضية ولنتركِ الحِوار.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري