وهَمُّوا بما لَمْ يَنَالُوا بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام: وضعتِ الفتنةُ في تركيا أوزارها. وأطفأ الله نارها. وسكَّنَ أُوارها. أرادوا أن يجعلوها حربا. ولكنّ إرادةَ الله غالبة. جاءت الأخبار بمحاولة إغراقِ تركيا. فاشْرَأبَّتِ الأعناقُ متطلعة. واتجهت الأنظار. إلى محطات الأخبار. فعين دامعة هنا. وقلب وَجِلٌ هناك. ودعاء هنا وهناك. إنها ليلة الإشارات. ومن تلك الإشارات. أن الأمة لا تزال حيةً رغم غارات العِدَا. رغم أمواج الشهوات. رغم سُيولِ الشبهات. الأمة حيةٌ بفضل الله..ولن تموت أبدا. بل إن هذه المحن هي المبشرة بقرب انبلاج فجر الوحدة. وحدة المشاعر تحت كلمة التقوى. لا إله إلا الله. محمد رسول الله.. ليلة محاولة الانقلاب.. ذكرتنا بقول الله: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) صاحب اليقين لن تضره شياطين الإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ..ليلة أمس كانت فاتحةً وفاضحة. فقد ازداد أهل الإرجاف افتضاحا. وزاد الحقُّ اتضاحا. والمحن كما قيل ولّادة .فرُبَّ محنةٍ في طيِّها منحة. ورُبَّ ضارة نافعة. ورُبَّ دواء كالزقوم. مرارته بين الَّلهاةِ والحلقوم. فإذا جاوز اللهاة وهب الحياة. فغَيمُ الغمِّ وشيكُ الانجلاء. فليكتمِ الصابرُ النازلة على طول الليل. فسيطلع الفجر. ويزول الغدر. أرادوا فتنةً فإذا الشعب حازم. والحازِمُ إذا جاب سُبُلَ العُلى لا يَهُولُه وُعورة حَزْنِها .وإذا حمل أعباء الشرف لا يئوده رَذَانةُ وزنها. ينظر في الأمور إلى خواتيمها لا إلى مباديها. ويرمي ببصره إلى أعجازها لا إلى هَواديها. جاءت الفتنة. ففزعتِ القلوب ولكنها كانت تتوحد. ونزلت الألطاف الإلهية. والعناية الربانية. فجاء البشير بقميص البشرى. وقيل قد سكنتِ النَّائرة. والفتنةُ الثائرة. وانحسمت اللأواء. وأقبلت السَّراء. وولَّتِ الضَّراء.. إنَّ الشعب التركي حُرٌّ والحُرُّ لا تَهُولُه بوارق السيوف .ولوامع الحُتُوف. واهتزاز الرِّماح. وهزاهز الكفاح. خرجوا كأنهم زُبَرُ الحديد. أو أركانُ جبلٍ شديد .أو سِباعٌ في العَرين. فَبهِتَ المُعْتدي . وكشف الله هبوات المحن. ومائرات الفتن. وجَنَادِعَ الشُّرور. وحلَّ الجليل عُصَمها. وقَشَعَ هَبْوتَها .وقيل الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.