اعتبر الشيخ عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا يحمل في طياته إشارة إلى أن "الأمة ما تزال حية، ولن تموت أبدا". وكتب في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن المحنة التي عاشتها تركيا ليلة أمس إثر محاول فصيل من الجيش الانقلاب على الرئيس طيب رجب أردوغان هي "المبشرة بقرب انبلاج فجر الوحدة. وحدة المشاعر تحت كلمة التقوى. لا إله إلا الله. محمد رسول الله"، على حد تعبيره. وأضاف القزابري "ليلة محاولة الانقلاب ذكرتنا بقول الله (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) صاحب اليقين لن تضره شياطين الإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"، كما وصف ما عاشته تركيا ب "الفتنة" وأنها "وضعتِ أوزارها، وأطفأ الله نارها، وسكَّنَ أُوارها.. أرادوا أن يجعلوها حربا، ولكنّ إرادةَ الله غالبة". وقال إمام أكبر مسجد في المغرب "ليلة أمس كانت فاتحةً وفاضحة، فقد ازداد أهل الإرجاف افتضاحا، وزاد الحقُّ اتضاحا، لو المحن كما قيل ولّادة، فرُبَّ محنةٍ في طيِّها منحة، ورُبَّ ضارة نافعة، ورُبَّ دواء كالزقوم، مرارته بين الَّلهاةِ والحلقوم، فإذا جاوز اللهاة وهب الحياة، فغَيمُ الغمِّ وشيكُ الانجلاء، فليكتمِ الصابرُ النازلة على طول الليل، فسيطلع الفجر، ويزول الغدر". وأشاد القزابري بمقاومة الشعب للانقلاب العسكري، وقال "أرادوا فتنةً فإذا الشعب حازم، والحازِمُ إذا جاب سُبُلَ العُلى لا يَهُولُه وُعورة حَزْنِها، وإذا حمل أعباء الشرف لا يئوده رَذَانةُ وزنها، ينظر في الأمور إلى خواتيمها لا إلى مباديها، ويرمي ببصره إلى أعجازها لا إلى هَواديها.. جاءت الفتنة، ففزعتِ القلوب ولكنها كانت تتوحد، ونزلت الألطاف الإلهية، والعناية الربانية، فجاء البشير بقميص البشرى، وقيل قد سكنتِ النَّائرة، والفتنةُ الثائرة، وانحسمت اللأواء، وأقبلت السَّراء، وولَّتِ الضَّراء". وتابع "إنَّ الشعب التركي حُرٌّ والحُرُّ لا تَهُولُه بوارق السيوف، ولوامع الحُتُوف، واهتزاز الرِّماح، وهزاهز الكفاح، خرجوا كأنهم زُبَرُ الحديد، أو أركانُ جبلٍ شديد، أو سِباعٌ في العَرين، فَبهِتَ المُعْتدي، وكشف الله هبوات المحن، ومائرات الفتن، وجَنَادِعَ الشُّرور، وحلَّ الجليل عُصَمها، وقَشَعَ هَبْوتَها، وقيل الحمد لله رب العالمين".