هوية بريس – عبد الله المصمودي كتب الإعلامي والباحث إدريس الكنبوري في حسابه على "فيسبوك" ردا على مهاجمة الوزير أحمد التوفيق بمنتدى السلم بأبو ظبي أول أمس الإثنين، للجهاد المغربي ضد مناوشات المحتل الفرنسي والإسباني، في القرن التاسع عشر، والتي كانت خطوة بداية لمشروع امبريالي أحرق الأخضر واليابس وقتل وأباد عشرات الآلاف من المغاربة، قبل أن يفرض الاحتلال الرسمي باسم "معاهدة الحماية". وذكر الكنبوري في تدوينته أن "كلمة الوزير احمد التوفيق وزير الأوقاف في منتدى أبو ظبي ربما كانت زلة لسان أو أنه قصد بها شيئا آخر"، مضيفا "السيد الوزير مؤرخ ويعرف أن علماء المغرب عندما أفتوا بالجهاد ضد الاستعمار لم يكونوا جهاديين بالمعنى الدارج اليوم"، ومؤكدا أن "السيد الوزير استعمل هذه العبارة الخبيثة لوصف العلماء وهذا عمل غير صالح". وأردف الكنبوري "علينا أن نعرف بأن موقف الجهاد كان موحدا بين العلماء والسلطان في المغرب، وأن سلاطين المغرب كانوا من العظماء وكانت لهم مواقف معروفة من الجهاد". وتأسف الكنبوري في ذات التدوينة أن "السيد الوزير وصف معارضي الجهاد في تلك المرحلة بأنهم أقلية، فكيف تكون الأغلبية على خطأ؟". وأضاف "لقد كاد السلطان محمد الخامس رحمه الله يضحي بالحكم دفاعا على حرية المغرب، وفضل المنفى على مسايرة فرنسا، فهل كان مع الأغلبية أم مع الأقلية؟". وكن المغرب انهزم في معركة ايسلي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، فهذا "لا علاقة له بفتاوى العلماء، فهؤلاء اجتهدوا والهزيمة كانت عسكرية وفوق جهدك لا تلام". وقال الكنبوري "نعم هناك إرهاب باسم الجهاد، ولكن قراءة التاريخ بأثر رجعي في ضوء ما يجري اليوم جناية"، مضيفا "الغرب يريد أن يخرب ديارنا ويريدنا أن نصبح مجرد قمامة نتنكر لكل شيء في تاريخنا بينما يقيم التماثيل لعلمائه ومفكريه ويطلق أسماءهم على جامعاته وفرنسا متحالفة مع ألمانيا ولكنها تحتفل كل عام بتحرير باريس من الألمان وتعتز بمثقفيها الذين قاوموا وتفخر بقبور الشهداء". وختم الكنبوري تدوينته ب"إننا نحن تاريخنا ونعشقه ونموت فيه غراما، ومهما طال الليل لابد للصبح أن ينجلي". وبخصوص مشاركة الكنبوري في منتدى السلم بأبو ظبي، كتب في تدوينة أخرى: "أثناء مداخلتي حول الاسلاموفوبيا في منتدى السلم بأبو ظبي هذا الصباح. قلت في المداخلة انني من السهل أن أجلس واحدثكم عن الإصلاح الديني لكي يفهمنا الغرب جيدا، لأن الغرب يريدنا أن نقوم بالإصلاح الديني من دون أن نحاكمه على مسؤولياته لأنه هو صنع التطرف في مجتمعاتنا بسياساته، وهو لا يريد تغيير هذه السياسات لكنه يريدنا أن نقوم بالإصلاح الديني لنزكي سياساته ونطبع معها. وقلت ان ترامب بقراره الغبي حول القدس يساهم في تعزيز التطرف، وان هذا القرار أبشع أنواع الاسلاموفوبيا لأنه احتقار لازيد من مليار مسلم. لم يكن هناك حضور كبير لموضوع القدس طيلة أيام المنتدى للأسف ولذلك لقيت مداخلتي ترحيبا كبيرا لدى الحاضرين الذين تجاوبوا مع كلمتي. أعتقد أن لغة الخشب اليوم في أزمة".