عابد عبد المنعم – هوية بريس توفي اليوم الأحد 7 ربيع الأول 1438ه الموافق 26 نونبر 2017م الشيخ الأردني موسى آل نصر رحمه الله نتيجة حادثة سير قُبيل مدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية. وكتب الشيخ علي حسن الحلبي، زميل الراحل ورفيق دربه، "إنا لله..وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ..وله ما أعطى.. وكل شيء عنده إلى أجل مسمّى.. اللهم آجِرنا في مصيبتنا..وأخلِفنا خيراً منها.. لقد توفّي -قبل سُويعات- أخونا الكبير الكريم فضيلة الشيخ المقرئ الدكتور أبي أنس محمد موسى آل نصر -رحمه الله- ..في حادث سير..قُبيل مدينة تبوك السعودية.. وهو رفيقُ عمري، وأخو دهري.. منذ أربعين سنة.. رافقتُه سفراً وحضراً..كرّاتٍ ومرّاتٍ.. حَجاً، وعمرة،ً ودعوةً… آخرُها حجّ العام الماضي- برفقة فضيلة الشيخ مشهور حسن-.. وآخر لقاء كان ليلةَ أول أمس، مع صُحبة طيبة من المشايخ الكرام، وعدد من الإخوة الأفاضل.. فلم أر أطيبَ منه قلباً..ولا أروَح منه نفْساً.. وطالما وصفتُه بقولي: (قلبه كالعصفور)-رحمة الله عليه-… جمعَنا الله وإياكم وإياه في جنته -برحمته-…مع الصالحين من عباده.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا"اه. ترجمة موجزة للشيخ رحمه الله هو الشيخ الدكتور المقرئ؛ محمد بن موسى بن حسين بن حسن بن أحمد آل نصر؛ من بني نصر من قبيلة هوازن منهم الصحابي الجليل مالك بن عوف النصري -رضي الله عنه- . ولادته: ولد في مخيم بلاطة في مدينة نابلس الواقعة في فلسطين سنة (1374 ه – 1954م). أسرته ونشأته وطلبه للعلم: نشأ في بيت صلاح ودين، وكان جده إماماً معروفاً في بلده بالصلاح والتقوى. ولد والده في مدينة يافا في فلسطين هاجر وأسرته من (مدينة يافا) إثر نكبة (1948)، وسكنوا في مخيم بلاطة؛ وبحكم كون أبيه مزارعاً انتقل إلى أريحا حيث أنهى دراسته الابتدائية، ثم نزلوا غور الأردن، وهناك أنهى دراسته الإعدادية، ثم سكن الزرقاء، وفيها أنهى دراسته الثانوية. ثم رحل الشيخ في طلبه للعلم إلى المدينة النبوية، وهناك التحق بالجامعة الإسلامية وحصل على شهادة البكالوريوس سنة (1401ه)؛ تخصص قراءات وعلوم القرآن. وحصل على الماجستير من جامعة البنجاب (عام 1984م) في الباكستان بتقدير (جيد جداً) في العلوم الإسلامية. وحصل أيضاً على ماجستير من وفاق الجامعات الباكستانية بتقدير (ممتاز) في العلوم الإسلامية واللغة العربية. سافر إلى باكستان لمدة ثلاث سنوات؛ حفظ فيها القرآن الكريم، والتقى بالشيخ عطاء الله حنيف، ولازمه لمدة شهر، وأجازه الشيخ في أسانيد الكتب التسعة، والتقى أيضاً بالشيخ بديع الدين الراشدي، وأجازه بثبته في كتب الحديث، وكانت بينه وبين الشيخ مراسلات. حصل على شهادة الدكتوراة في التفسير وعلوم القرآن بتاريخ (27/7/1997م) من جامعة القرآن بأم درمان بالسودان؛ وكان موضوع الأطروحة: (اختيارات الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام ومنهجه في القراءة) وحصل على تقدير (ممتاز). وكانت بداية معرفته بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أوائل السبعينات من خلال كتبه: (صفة صلاة النبي)، و(تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)، و(السلسلة الصحيحة)، و(السلسلة الضعيفة) وغيرها. وسافر إلى دمشق الشام في أواسط السبعينات؛ وهناك التقى بالشيخ الألباني -رحمه الله- في المكتبة الظاهرية؛ وعندما هاجر الشيخ الألباني -رحمه الله- إلى الأردن، واستقر فيها، لزمه الشيخ حتى وارى جسده التراب. مشاهير شيوخه: 1 الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله -. 2 الشيخ عبد الفتاح القاضي؛ شيخ القراءات -رحمه الله-. 3 الشيخ عطاء الله حنيف -رحمه الله -. 4 الشيخ بديع الدين الراشدي -رحمه الله -. ثناء العلماء عليه: أثنى عليه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وكان يقدمه للإمامة في بيته وفي الأسفار؛ وكان دائماً يقول: (معنا إمامنا). وكان الشيخ -رحمه الله-يرسل إليه الطلبة لتلقي القراءات عنه. وأثنى عليه -أيضاً الشيخ ابن باز رحمه الله- عندما سمع قراءاته في مكتبه وقال: (قراءتك طيبة، وليس فيها تكلف ولا تعسف، وأثنى عليه خيراً). وزكاه الشيخ –أيضاً- ليشارك في توعية الحجاج. جهوده الدعوية: 1 عقد حلقات تعليم القرآن وأحكام التجويد. 2 من مؤسسي مجلة (الأصالة)، وكان رئيساً لها منذ صدورها، وكان من محرريها، وكتابها. 3 من مؤسسي مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية والأبحاث العلمية -ونائبا لمدير المركز-. 4 المشاركة في المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية في عدد من دول العالم، مرات متعددة؛ مثل: أمريكا، بريطانيا، فرنسا،اندونيسا... وغيرها. 5 عمل مع وزارة الأوقاف الأردنية (إماماً وخطيباً ومدرساً للقراءات ومدققاً للمصحف ومحكماً للمسابقات) منذ عام (1981 1987م). 6 تولى تدريس مادة التجويد وعلوم القرآن والتفسير في جامعة العلوم التطبيقية -كلية الآداب، قسم الشريعة- حتى عام (2000م). 7 انتدب للعمل في البحرين تحت إشراف مركز الدعوة والإرشاد السعودي لمدة أربع سنوات منذ عام (1987 1991م). رحم الله الفقيد، ورزق أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.