منفتحا على شباب من الأحزاب والجمعيات والنقابات والمقاولات، استقبل مجلس المستشارين الدورة التأسيسية لملتقى الشباب المغربي، متداولا السياسات الترابية الجهوية للشباب. اللقاء الذي افتتحه رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، عرف حضور وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، ووزير الثقافة والشباب والتواصل، المهدي بنسعيد، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش. وقال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين: "إن ملتقى الشباب المغربي الحر نريده أن يشكل قيمة مضافة لانفتاح مؤسستنا على القضايا المجتمعية، والإنصات اليقظ لنبض المجتمع، على غرار باقي الفعاليات التي دأبنا على تنظيمها"، مسجلا أنه "من الواجب التذكير بأن بلادنا، علاقة بموضوع الشباب، انخرطت في دينامية إصلاحية عنوانها فتح العديد من الأوراش المهيكلة تحت القيادة الحكيمة للملك". وأكد ميارة أن "الإضافة النوعية لتنظيم هذا الملتقى لا تعني مطلقا إغفال (أو إرادة تعويض) دور الهيئات وباقي المؤسسات المعنية، بحكم التقاطع الكبير الذي يميز متطلبات هذه الفئة، والمستوجب لضمان انسجام عمل كافة المتدخلين"، وزاد: "بل بارتباط بذلك يحدونا الأمل كمجلس حاضن لهموم وانشغالات الفاعلين الترابيين أن نلعب دورنا ليس فقط في تخصيب السياسات الترابية الموجهة للشباب، ولكن أيضا عبر مراقبة وتقييم مدى مشاركة الشباب في مسارات إعدادها وقياس أثر تنفيذها". "وتبعا لذلك، من المؤمل أن ينصب التفكير من حيث المخرجات على استشراف إعداد مصفوفة مبادئ توجيهية لمراقبة وتقييم السياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار تجسيد المواطنة الكاملة للشباب، طبقا للتوجيهات الملكية الواردة في الخطاب الملكي ل 20 غشت 2012′′، يورد ميارة. كما قال المتحدث ذاته، في خطابه للشباب بقاعة مجلس المستشارين: "إن هذه المقاعد التي كنتم تشاهدونها عن بعد عبر وسائل الإعلام ليست حكرا ولا محجوزة لأحد؛ إنها أمامكم، وما السبيل إلى ذلك سوى الإيمان بصدق الدينامية الإصلاحية التي يقودها الملك والثقة بنبل العمل السياسي ومؤسساته". وفي السياق ذاته، قال المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والرياضة، إن "فئة الشباب تعتبر أكثر فئة نشاطا وقدرة على العطاء ومُفْعَمَة بالأمل والطموح والطاقات، وإذا تم فتح أبواب التطور والتقدم أمامها ستحقق الكثير لبلادنا ووطننا ولنفسها كذلك بطبيعة الحال"، مستدركا: "لكن في الوقت نفسه إذا تم تهميشها ومواجهتها بسياسة اللامبالاة، والتنقيص من قدراتها وتحطيم طموحاتها، فإن الأثر العكسي والسلبي لذلك على المجتمع وعلى الدولة سيكون كبيرا وخطيرا، خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي". وأكد المتحدث ذاته، في كلمة له في ملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي أن "نَظْرَتنا للشباب لا يمكن أن تستمر بالطريقة نفسها، بحيث لم يعد من المقبول اعتبار الشباب عبئا يمكن التخلص منه عبر بعض الإعانات أو المساعدات أو الخطابات فقط، ولم يعد من المقبول اعتباره عبئا على الاقتصاد أو سببا في الأزمة". وشدد المسؤول الحكومي على "ضرورة اعتماد هذه الفئة المهمة فرصة للخروج من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها، وذلك عبر الاستثمار فيها وفتح أبواب الاقتصاد الوطني أمامها، لتندمج في سيرورة الإنتاج التي ستتضاعف عشرات المرات إذا استطعنا وضع كل شاب في مكانه". كما ذكر بنسعيد أن الملك كان يولي دائما أهمية خاصة للشباب في الخطب الملكية السامية "التي نعتبرها بمثابة خارطة طريق لنا كحكومة أتت بنفس جديد ومُغَايِر"، وزاد: "وإلى جانب التوجيهات الملكية فإن الحكومة تعتمد في طريقة اشتغالها على برنامجها الاجتماعي، إضافة إلى خلاصات النموذج التنموي الجديد". وأوضح الوزير ذاته أن "نتائج هذا البرنامج تظهر منذ الأشهر الأولى، وذلك عبر إطلاق برامج اقتصادية للشباب، مثل برنامج أوراش، وبرنامج فرصة، التي تستهدف فئتين من الشباب، فئة تبحث عن فرص عمل مُؤَقَّتَة تُسَهِّل عليها في ما بعد الاندماج في سوق الشغل، وفئة تبحث عن الاستثمار وإنجاز المشاريع وتنزيل أفكارها الإبداعية". وإلى جانب النموذج التنموي الجديد، لفت بنسعيد الانتباه إلى إطلاق وزارة الشباب والثقافة والتواصل عددا من البرامج التي تهدف إلى النهوض بمكانة الشباب وتغيير تعامل المؤسسات مع هذه الفئة، "وخاصة تغيير تلك الخدمات التقليدية التي لا تساير تطور العقليات في المجتمع أو حتى الخدمات المقدمة للشباب عبر العالم"، خاتما: "أول ما بدأنا به هو تجديد وتطوير دور الشباب، سواء من ناحية البنية التحتية أو طرق التدبير والتسيير".