لأول مرة منذ عشر سنوات، عادت الطائرات العسكرية الفرنسية إلى التحليق في الأجواء المغربية، ويتعلق الأمر بمناورات "التبادل الجوي المغربي 2022" التي انطلقت في السادس عشر من شهر ماي الجاري وتستمر حتى السابع والعشرين منه، وهدفها "تعزيز التشغيل البيني بين الطائرات المقاتلة للبلدين". ووصفت وزارة الدفاع الفرنسية الحدث ب"التاريخي"، قائلة إنه "بعد عشر سنوات، عادت طائرات ميراج 2000D الفرنسية إلى المغرب"، إذ يجري هذا التمرين الجوي من قبل سرب المقاتلات الثالث من القاعدة A133 في نانسي وطياري القوات الجوية الملكية في القاعدة الجوية الخامسة بنسليمان. ونشر الجيش الفرنسي طائرات ميراج 2000، في حين نشرت القوات المسلحة الحربية طائرات ميراج إف 1. وفي هذا الإطار، قال عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، إن الهدف من هذه المناورات، التي تأتي بعد سنوات من الانقطاع، هو "محاولة استخدام مجموعة من الآليات والأساليب الجديدة في تقنيات الحروب، خاصة الجوي والبحري، في محاربة الجماعات الإرهابية وتفكيك شبكات تجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية". وأوضح مكاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن الغرض من هذه المناورات أيضا هو تشغيل آليات جديدة، "خاصة أن العالم العسكري على ضوء ما يجري بين أوكرانيا وروسيا بات حقلا لتجريب الأسلحة"، مفيدا بأن "البلدين كحليفين وصديقين يحاولان إظهار فعالية هذه الكفاءات والقدرات العسكرية والأدوات والأسلحة الجديدة". وأشار الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية إلى أن المناورات "تستخدم مناهج عسكرية وأسلحة جديدة، سواء في الاستطلاع والترصد والمراقبة"، موضحا أنها تشغل آليات من نوع الطائرات المسيرة وأسلحة أخرى فرنسية اقتناها المغرب مؤخرا. وذكر مكاوي بأن الجيشين المغربي والفرنسي لهما تاريخ من المناورات والتجارب ويعرفان بعضهما منذ القدم بداية من مشاركتهما في الحربين الأولى والثانية والحرب الهند الصينية، ناهيك عن أن المناورات الحالية ليست هي الأولى من نوعها. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، ضمن بلاغ لها، إن "المناورات هي فرصة لتعزيز التعاون مع المغرب"، مشيرة إلى أنها تشارك بثلاث طائرات من طراز ميراج 2000D وحوالي 80 عسكريا من مختلف التخصصات: الطيارون والملاحون وضباط أنظمة الأسلحة والميكانيكيون والسكرتارية والكوماندوز وفنيو الكمبيوتر ومشغلو الاستخبارات. وتابعت الوزارة قائلة: "في ظل حرارة السماء الحارقة في سماء المغرب، ومن خلال التدريبات التي تجري كل يوم، تعمل المفرزة الفرنسية على تجديد روابط التعاون في مجال الطيران العسكري بين القوات الجوية والفضائية وسلاح الجو الملكي".