فيما يغيب أي موعد رسمي لإعادة فتح المعابر الحدودية لمدينتي مليلية وسبتة السّليبتين من قبل الجانب الإسباني، وفي ظلّ النقاش الدائر والاستعدادات الجارية بخصوص تجهيز الحدود، أعلنت السلطات المحلية بمدينة مليلية أن عملية الفتح التدريجي ستصاحبها تعزيزات أمنية وصحية مشدّدة. وحسب صحيفة "ألفارو دي مليلية" فقد أكدت مندوبة الحكومة صابرينا موح أن "هناك تعزيزات في صفوف رجال الشرطة تصاحب إعادة فتح المعابر الحدودية". فيما شدّد رئيس المدينة، إدواردو دي كاستو، حسب الصحيفة ذاتها، على اعتماد إجراءات صّحية في ظلّ انتشار وباء فيروس "كورونا" المستجدّ. وأوضحت صابرينا، في حديث مع المواطنين، اليوم الأربعاء، أن "الحكومة اعتمدت نظاما كاملا للتحكم في مداخل ومخارج المدينة، يتجاوز نظام كاميرات التعرف على الوجه؛ كما تم اعتماد موارد بشرية إضافية على مستوى المعابر الحدودية". وأضافت المندوبة ذاتها أن "إعادة فتح الحدود استلزمت تعزيزات أمنية في صفوف رجال الشّرطة"، مشيرةً إلى أن "هناك التزاما حقيقيا من جانب السلطة التّنفيذية مع مليلية، على خلفية ما عرفته المدينة من اقتحام السياج الحدودي من قبل المهاجرين". وأبرزت المتحدثة ذاتها أن "هذا المشروع هو استجابة لإرادة سياسية"، مؤكدّة أن "إنجازه تطلب عدة اجتماعات من أجل إعداد البنية التحتية على مستوى المعابر الحدودية بشكل يتلاءم مع مواصفات عصرية لمراقبة الحدود". كما أشارت مندوبة حكومة مليلية إلى أن "الحدود ستكون آمنة بشكل يوفر لقوات الأمن الاشتغال في أفضل الظروف، ووفق أنظمة جديدة تسهل عملها اليومي". من جهته قال رئيس مدينة مليلية، إدواردو دي كاسترو: "إن إعادة الفتح التدريجي للحدود استلزمت مناقشة عدّة إجراءات في اجتماع مع وزير الداخلية غراندي مارلاسكا، من بينها الضوابط الوقائية لضمان الصحّة العامة للمدينة". وأورد دي كاسترو، في تصريحات للصحافة، أن "فتح الحدود سيحكمه مبدآن أساسيان، وهما الصحة بسبب وباء كوفيد-19 والأمن"، مشيرًا إلى أن "كلا من المغرب وإسبانيا يعملان على ذلك". لهذا السبب، يردف المتحدث ذاته، "يعد إعادة فتح المعابر الحدودية بشكل تدريجي خيارا في محله"، مشيرًا إلى أن "الوباء مازال موجودا، وبالتالي من الوارد أن يتم اعتماد إجراءات وقائية وفحوصات الكشف عن الفيروس". وأردف رئيس المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي: "من خلال هذه الإجراءات، من المتوقع أن يتم التحكم في المعابر الحدودية وعمليات المرور بشكل أفضل" مبرزا أن "الفوضى التي كانت تسود على مستوى المعابر سابقا لن تتكرّر مرّة أخرى". كما أوضح دي كاستو أن إعادة فتح الحدود ستكون في شهر مايو، دون أن يعلن عن تاريخ محدّد. فيما ستفتح الحدود في مرحلتها الأولى، حسب رئيس مليلية، "في وجه القاطنين الحاصلين على الإقامة بالمدينة والعاملين بها والحاصلين على تأشيرات". وينتظر المئات من المغاربة المقيمين بالمدينتين المحتلّتين مليلية وسبتة، على أحرّ من الجمر، إعادة فتح المعابر الحدودية لزيارة عائلاتهم، خاصّة خلال أيّام العيد، كما سبق أن نظّموا مظاهرات قبل أيّام ضد "مماطلة" السّلطات الإسبانية في فتح الحدود.