تحمل مشاركة المغرب في مبادرة دعم أوكرانيا، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، رسائل عدة ذات أبعاد جيو-استراتيجية مرتبطة بالأساس بموقف الرباط من النزاع المسلح بين موسكو وكييف دون خسارة أحد الطرفين، أو التقيد بمخرجات قد تذهب في اتجاه تعقيد العلاقات مع "الدب الروسي". وفي ما يبدو أن مشاركة المغرب في هذا اللقاء وطبيعة وفده ينمان عن تغير في موقف الرباط الذي أعلنت عنه منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، يؤكد الخبير في الشأن الأمني محمد الطيار أن "الأمر غير ذلك". وأعلن المغرب، خلال شهر مارس الماضي، استجابته للنداء الإنساني الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، بتقديمه مساهمة مالية للجهود الإنسانية للأمم المتحدة. كما يدعو المغرب إلى التشبث بمبدأ "عدم اللجوء إلى القوة" في تسوية النزاعات بين الدول. وتكثيف الحوار والتفاوض بين الأطراف وتشجيع جميع المبادرات السلمية. لقاء تشاوري وشدد الطيار، الخبير في الشأن الأمني المتخصص في العلاقات الدولية، على أن "طبيعة اللقاء لا تتعدى كونه تشاوريا، حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تجمع فيه أكبر عدد من حلفائها لتقديم الدعم لأوكرانيا، ليس فقط في الجانب العسكري، ولكن أيضا سبل تقديم المساعدات الإنسانية والمساعدات المالية". ويهم هذا الدعم كذلك، وفقا للدكتور الطيار، تقديم مساعدات في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تقديم معدات لمساعدة أوكرانيا على الحماية من التهديدات الكيميائية والبيولوجية. وقال إن "انخراط المغرب في المساعي الدولية لمساعدة الشعب الأوكراني لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي من الحرب". وميدانيا، يضيف الطيار، يبذل المغرب كل ما في وسعه لتقديم المساعدات لأوكرانيا، ودعم وحدتها الترابية واستقلال أراضيها، ويحاول باتصالاته بطرفي النزاع تقريب وجهات النظر بما يمكن أن يعجل بإنهاء الحرب. وأورد أن "مشاركة المغرب في هذا اللقاء التشاوري، لا تتعارض مع الموقف الذي اتخذه منذ اندلاع الأزمة، ولا مع المبادئ التي تأسست عليها سياسته الخارجية منذ القدم، ولا تضع موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين روسياأوكرانيا محل أي تأويل". حل سلمي وفي السياق ذاته، أشار الجامعي عبد الحميد بنخطاب، المتخصص في العلاقات الدولية، إلى أن "مشاركة المغرب في مؤتمر دعم أوكرانيا لا تتجاوز حدود التشاور"، مبرزا أن "موقف المغرب من النزاع المسلح بين أوكرانياوروسيا واضح، حيث لا يدين روسيا ويدعم الخيارات السلمية". وأوضح بنخطاب، في تصريح لهسبريس، أن "المملكة تدعم الحل السلمي للنزاعات الإقليمية، وفي هذه الحرب هناك إدانة مبطنة لكل أشكال الحروب، حيث إن الرباط تؤمن بالحل السلمي للنزاعات". وقال إن "المغرب لن ينخرط في دعم عسكري ضد روسيا، هو منخرط في دينامية غربية بقيادة أمريكية وهذه المشاركة ليس فيها إشارة إلى تدخل عسكري مغربي وشيك في أوكرانيا".