أعلنت إسرائيل، السبت، نيتها منع فلسطينيي غزة من العمل على أراضيها، اعتبارا من الأحد حتى إشعار آخر؛ في إجراء اتخذته بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من القطاع. وسيؤثر قرار إغلاق معبر إيريز أو بيت حانون، المعبر الوحيد لتنقل الأفراد بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، على آلاف الفلسطينيين في القطاع الفقير الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما. وباستثناء معبر رفح بين جنوب هذه المنطقة الصغيرة البالغ عدد سكانها حوالى 2,3 ملايين نسمة ومصر، تسيطر إسرائيل على الدخول إلى القطاع والخروج منه، للبضائع والأفراد على حد سواء. وقال مكتب المتحدث باسم "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" (كوغات): "في أعقاب إطلاق الصواريخ (الجمعة) من قطاع غزة، يوم الأحد لا يتم فتح معبر إيريز لخروج العمال والتجار من قطاع غزة". ومساء الجمعة والسبت، أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة المحاذي لجنوب إسرائيل وتسيطر عليه حركة حماس، باتجاه الأراضي الإسرائيلية من دون أن تسبب إصابات. ومنذ الاثنين، أطلقت صواريخ عديدة ردت عليها إسرائيل بغارات جوية على قطاع غزة. ولم تسجل إصابات بعدما اعترضت الدرع الصاروخية الإسرائيلية معظم القذائف. صدامات في القدس جاء التصعيد الجديد بعد أربعة هجمات شهدتها إسرائيل، بين 22 مارس و7 أبريل وأسفرت عن سقوط 14 قتيلا. ونفذ اثنين من الهجمات في مدينة تل أبيب فلسطينيان من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وشن الجيش الإسرائيلي عمليات عديدة في الضفة الغربية بعد هذه الهجمات التي سقط في بعضها قتلى. وفي هذه الأجواء وخلال شهر رمضان، تجري مواجهات منذ أسبوع بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في باحة المساجد في القدس الشرقية المحتلة. وأسفرت الاشتباكات عن جرح أكثر من 250 فلسطينيا. وأغلقت السلطات الإسرائيلية، التي تشرف على الدخول إلى الحرم القدسي، المعابر التي تسمح لفلسطينيي الضفة الغربية بالتوجه إلى القدس. وقبل إطلاق صواريخ الجمعة، نظمت حركة حماس تظاهرة كبيرة في الجيب تضامنا مع الفلسطينيين في القدس الشرقية، حيث أدت الاشتباكات في ساحة المساجد في اليوم نفسه إلى جرح نحو خمسين شخصا. وتزامنت الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك مع نهاية احتفالات عيد الفصح اليهودي. جيب فقير يعتبر الفلسطينيون وعدد من دول المنطقة أن وجود عدد من اليهود في باحة الأقصى خلال شهر رمضان ونشر قوات من الشرطة يشكلان استفزازا. ويسمح لليهود بزيارة المكان في أوقات محددة من دون الصلاة فيه بموجب الوضع القائم. ويعاني الجيب الفلسطيني من معدل فقر يبلغ نحو 60 في المائة وبطالة مزمنة تبلغ نحو خمسين في المائة. ويعمل آلاف الفلسطينيين في إسرائيل للاستفادة وظائف مستقرة وأجور أعلى. وكانت إسرائيل أعلنت، في نهاية مارس، أنها ستزيد عدد تصاريح العمل الممنوحة للفلسطينيين في غزة من 12 ألفا إلى 20 ألفا. ويعمل هؤلاء في إسرائيل لا سيما في قطاعي البناء والزراعة، حيث يتقاضون رواتب أكبر بخمسة أضعاف عما قد يكسبونه في غزة.