اختتم الوزير الأول عباس الفاسي أمس الأربعاء رحلته " شبه الرسمية " للفيتنام ، والتي شكلت سابقة أخرى من نوعها في البروتوكول الرسمي المغربي حيث اصطحب عباس الفاسي حرمه على نفقة خزينة الدولة. "" وسافر الفاسي إلى الفيتنام صحبة حرمه يوم الجمعة الماضي حيث قضى نهاية الأسبوع رفقتها على نفقة أموال الشعب ، رغم أن زيارته ذات الطابع الرسمي لم تنطلق سوى يوم الاثنين 24 شتنبر . وتعد زيارة الفاسي أول زيارة رسمية يقوم بها وزير أول مغربي للفيتنام علما بأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود لسنة 1961 بينما معدل التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز 46 مليون دولار. وأفادت يومية "الجريدة الأولى" أن مستوى العلاقات التجارية بين البلدين لم يكن يستدعي سفر الوزير الأول للفيتنام حيث كان من المفترض أن يكون الفاسي حاضرا في مجلس النواب أثناء مناقشة مشروع قانون المالية للسنة المالية 2009. وكان عباس الفاسي قد اصطحب معه قبل أسبوعين حرمه في رحلة رسمية إلى نيويورك لحضور مؤتمر لحوار الديانات التي دعت إليه السعودية ، ونقلت مصادر مرافقة للوفد أن الوزير الأول وحرمه خصصا اليوم الأخير من رحلتهما إلى نيويورك للتسوق. وكتب علي أنوزلا مدير "الجريدة الأولى" في زاوية "أول الكلام" أنه " ليس من عادة الوزراء الأولين أو الوزراء في الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام في المغرب اصطحاب زوجاتهم وأسرهم في الرحلات الرسمية المدفوعة نفقاتها من خزينة الدولة ، والاستثناءات في هذا الباب قليلة والشيء القليل يصبح في حكم الشاذ.." وضرب أنوزلا مثلا باليازغي الذي اصطحب معه حرمه في رحلة رسمية إلى الصين في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي ، بينما أشار مدير " الجريدة الأولى " إلى تعفف عبد الرحمان اليوسفي وإدريس جطو من تحميل تنقلات أسرتيهما الخاصتين على حساب ميزانية الدولة ، حيث لم يسبق أن اصطحب أي منهما حرمه في زيارة رسمية على نفقة الدولة طيلة وجوده على رأس الوزارة الأولى . وختم علي أنوزلا زاويته قائلا : "الآن نحن أمام تقليد جديد يريد عباس الفاسي أن يرسخه في الوزارة الأولى ، وربما قد تنتقل غدا عدواه إلى باقي أعضاء الحكومة وكبار موظفي الدولة عندما يصحبون معهم أفراد أسرهم في سفرياتهم الرسمية على نفقة خزينة الدولة." وكان رشيد نيني قد سخر من زيارة عباس الفاسي للفيتنام حيث كتب أول أمس في عموده "شوف تشوف" معلقا على زيارة الفاسي للفيتنام :" بمجرد عودته من واشنطن حيث شارك في مؤتمر حول حوار الأديان، حزم عباس الفاسي حقيبة سفره وتوجه نحو "الفيتنام"، أو "البيطنام" كما يسميها قدماء المحاربين" هذه المرة ليس لكي يترك الحوار الاجتماعي مع النقابات معلقا ويذهب للمشاركة في حوار الأديان كما صنع في واشنطن، ولكن لكي يقوي الشراكة الاقتصادية للرباط مع "هانوي". وأيضا لكي يبارك للفيتناميين الجهود الجبارة التي بذلوها من أجل الحصول على استقلالهم. وهي المبادرة التي لم يقم بها عباس الفاسي مع الشعب المغربي الذي خلد قبل أيام الذكرى الثالثة والخمسين لاستقلاله." روبورتاج مصور للأنشطة التي قام بها عباس الفاسي أثناء زيارته للفيتنامبعدسة " رويترز"