لم تمر التصريحات الأخيرة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، التي دعا من خلالها إلى ضرورة "مراجعة أحكام الإرث"، و"تجريم تعدد الزوجات بمنعه من مدونة الأسرة"، دون أن تسجل عددا من ردود الأفعال المخالفة لما أورده زعيم حزب "الوردة". وأثارت آراء لشكر جدلا وسط المتابعين والمهتمين، فإذا كانت محل ترحاب ودعم من لدن العديد من الناشطات النسائيات اللائي سبق لهن أن طالبن بمثل تلك المطالب، فإنها عند بعض الإسلاميين محط استهجان ورفض، جسده موقف الدكتور أحمد الريسوني، عالم مقصد الشريعة، الذي قال لهسبريس إن "دعوات لشكر حول الإرث والتعدد عنوان لإفلاس إيديولوجي". وبدوره أبدى الدكتور رضوان بنشقرون، أحد علماء المغرب وباحث في العلوم الشرعية، رفضه الشديد لمثل تلك الدعوات، معتبرا في تصريحات لهسبريس، أن "الإرث باب تولى الله تبارك وتعالى تفصيله، فأعطى سبحانه كل ذي حق حقه، كما صرح بذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه آيات المواريث من سورة النساء". وأكد بنشقرون أنه "لا مجال في موضوع الإرث لاجتهاد مجتهد، ولا لتدخل متدخل، أيا كانت صفته ومكانته، وهو أي علم المواريث أو علم الفرائض مكتمل منضبط بقواعد شرعية لا تقبل تجاوزا ولا تفويتا ولا تطاولا، لأن النصوص المنظمة له قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وإذا كانت النصوص كذلك وجب العمل بها، وحرم مخالفتها أو تعطيلها". وأما موضوع تحريم التعدد وحذفه من مدونة الأسرة، يُكمل بنتشقرون، فيدخل في باب تحريم ما أحل الله، وهو أمر أجمع علماء الأمة في القديم والحديث على عدم جوازه، سواء من قبل أفراد أو هيئات أو منظمات أو حكومات". وتابع عالم الدين بالقول "الذي يجهل أمور الشرع أحكاما وحِكَماً، وضوابط وحدودا، أولى باجتناب التدخل فيما يجهله"، قبل أن يضيف "أحيانا لا تجدي المعرفة بالقانون إن لم تكن هذه المعرفة مطعمة، وملقحة بثقافة شرعية ضابطة لفكر المرء وأقواله وتصرفاته". واستطرد المتحدث بأنه "يتعين على المتكلم في الموضوع أن يلم بجوانبه وحيثياته، فالتعدد ليس عزيمة، وإنما هو رخصة، والرخصة فيه مشروطة بشروط، فأي ضير في أن يبقى باب فتحه الله عز وجل لظروف معينة، وأي داع لسد هذا الباب الذي لا يدخله الداخل إلا بشروطه"، يتساءل بنشقرون. وأردف العالم المغربي بأن "قليلين اليوم من يستطيعون التعدد، أو يقدمون عليه، ومن كانت له الدواعي والأسباب، فلماذا نحرمه من حق قد يكون فيه الخير له وللغير، وربما للمجتمع كله" وفق تعبير بنشقرون.