منذ إعلان المملكة المغربية الشريفة الحكم الذاتي كحل واقعي وجدي ودائم لقضية الصحراء المغربية، في إطار السيادة الوطنية، والدبلوماسية المغربية تحصد الانتصارات تلو الأخرى، عبر ترافعها في المحافل الدولية، وعلى رأسها الأممالمتحدة؛ وذلك عن طريق التصدي لخصوم الوحدة الوطنية بالحجج التاريخية والجغرافية والثقافية التي تشهد بمغربية الصحراء، التي عدت وتعد عبر التاريخ جزءا لا يتجزأ من الإيالة الشريفة التي يرتبط في ظلها سكان الصحراء المغربية بروابط البيعة والولاء للسلطة المركزية، وعلى رأسها إمارة المؤمنين. الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية كانت نتيجة حتمية ل"رؤية ملكية جديدة" دشنها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، تقوم على إعادة النظر في سياسة الكرسي الفارغ في منظمة الوحدة الإفريقية، التي نهجها منذ سنة 1984، والتي كان المغرب من الدول المؤسسة لها بأديس أبابا سنة 1963، وقرر الانضمام رسميًا للاتحاد الإفريقي في قمة أديس أبابا بتاريخ 30 يناير2017؛ وهي العودة التي أزعجت الخصوم وحقق بها المغرب مكاسب سياسية كبيرة عبر تجديد العلاقات مع عمقه الإفريقي، وإبرام مجموعة من الاتفاقيات في إطار علاقات جنوب- جنوب في ظل سياسة رابح – رابح. ومن ثمار هذه السياسية الملكية سحب مجموعة من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة للمغرب اعترافها بجمهورية الوهم؛ بل أقدمت مجموعة من الدول في إطار "دبلوماسية القنصليات" على توطين قنصلياتها في الصحراء المغربية، وما لهذا الإجراء الدبلوماسي من دلالات في القانون الدولي، بل وما له من تداعيات قانونية ونتائج. بل تعززت دبلوماسية القنصليات بتدشين مجموعة من الدول العربية قنصلياتها. وكانت القنصلية الأمريكية، وحدث تدشينها بالصحراء المغربية، رصاصة الرحمة التي أنهت أوهام المرتزقة، ليليها اعتراف دولة الولاياتالمتحدةالأمريكية – (وهنا نشير إلى مؤسسة الدولة وليس إلى شخص الرئيس) – بالسيادة المغربية الكاملة والتامة على كل الصحراء المغربية، وإزالة الخطوط الوهمية من الخريطة المغربية التي تمتد من طنجة إلى الكويرة. إن هذه الانتصارات المغربية توجت اليوم باعتراف الدولة الإسبانية ومؤسساتها بالحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي ودائم لقضية الصحراء المغربية؛ وهو ما زلزل جمهورية الوهم وسفه أحلامها، وهي التي اتخذ مرتزقتها من إسبانيا منتجعا دائما لهم. كما أن هذا الاعتراف الإسباني التاريخي هز كرسي قصر المرادية، إذ عبرت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، عن استغراب الجزائر بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية بشأن ملف الصحراء المغربية، و"الانقلاب المفاجئ" وتحول موقف إسبانيا لصالح المغرب الذي أحرز نصرا بلا حرب.