وضعَ وزير الخارجيَّة الجزائرِي، رمضان العمامرة، نزاع الصحراء وكفاح الزعيم نيسلون مانديلا، ضدَّ نظام الميز العنصرِي، في سلةٍ واحدة، لدَى حلوله ضيفًا على برنامج حوار، على فرانس 24، نافيًا أنْ تكون بلادهُ طرفًا فِي النزاع، بحيث لا يعدُو موقفها دعم التحرر، حسب قوله، إسوةً بدعم القضيَّة الفلسطينيَّة. لعمامرة قالَ إنَّ المغرب ينتهجُ سياسَة الهروب إلى الأمام، حين يصرُّ على كون الجزائر طرفًا في النزاع، مؤكدًا أنَّ لا بد من معالجة الأمور مثلما هي، بعدما أقرت الأممالمتحدة طبيعة الوضع، وانخراطِ المغرب، مع المبعوث الشخصِي لبان كِي مون، كريستوفر روس، في البحث عن حلٍّ تفاوضِي مع البوليساريُو. زعيم الديبلوماسية الجزائرية زاد أنَّ قضيَّة الصحراء تتعلقُ بتصفيَة الاستعمار، وأنَّ الجميع في المنطقة اتفقَ على حق الشعوب في تقرير مصيرها، قائلًا " وأنتم تعرفون أنَّ هناك بعثة أممية باسمِ المينورسُو، تحملُ كلمة استفتاء ولم يتم نشر البعثة إلَّا باتفاق الجميع في المنطقة، وإقرار منظمة الأممالمتحدة أنَّ الإقلِيم الوحِيد الذِي لا يزالُ مطالبًا بتنظْيم استفتاء لصالح شعبه هو إقلِيم الصحراء الغربيَّة، فالأمر واضحٌ قانونيًا وسياسيًّا". أمَّا بشأنِ الموقفِ الجزائرِي، من أزمةِ مالِي، فأكدَ العمامرة أنَّ أزوَاد جزءٌ لا يتجزءُ من تراب مالِي، وَأنَّ بعض المناطق قد تكون فيها بعض الخصوصيات العرقيَّة والثقافيَّة واللغوية، "والمطروحُ فِي القارة الإفريقيَّة هو إحلال نوعٍ من التوازن بين الوحدة الوطنية والتنوع الديني والثقافِي أينما وجد". وعن التطورات الأخيرة في العلاقات المغربيَّة الجزائريَّة، قال لعمامرة إنهُ لا يعتقد أنَّ الولاياتالمتحدة دعمت الموقف المغربِي مؤخرًا، مردفًا أنَّ حادثة إنزال العلم الجزائري من القنصليَّة بالدار البيضاء، تركت جرحًا فِي الضمير للشعب الجزائرِي "العام والخاص في الجزائر لا يعتبر الأمر حدثا ظرفيًّا وأمرًا قد يقعُ في أيِّ مكان، بل ضربة قويَّة وعنيفة للرموز والقيم التي نؤمن بها ونتقاسمها مع الأشقاء في المنطقة، هذا ليس كلامًا ظرفيًّا أوْ شيئًا يعالج بالطرق التي تزيدُ الطين بلَّة، ونحن لا نكره الأشقاء المغاربة". وصلة بالحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، قال العمامرة إنَّ الموقف الجزائرِي واضح، على أساس أنه عندما تنتهِي الظروف التي أدت إلى إغلاق الحدود، وحينها تفتح الحدود، ويتم التعامل مع المغرب، "ففي العام الجارِي، حجزنَا 200 طن من المخدرات المغربيَّة". يقول العمامرة. لعمامرة ساقَ مثالًا عن الحضور الفرنسِي فِي إفريقيَا، بالقوات الفرنسيَّة المتواجدة بإفريقيا الوسطى منذُ استقلالها عام 1960، والأمر ليسَ بجديدٍ، حسب قوله، أمَّا مالِي، فكان موقف الجزائر من أزمتها، في البداية، أنَّهُ لابد من موقف فتح المجال لحلٍّ تفاوضِي بين الحكومة المركزيَّة والجماعات التي ترفض العنف في شمال مالِي وتقبل وحدة البلاد الترابيَّة، أمَّا التِي تتبنَّى الإرهاب منها، فكان من الضرورِي مجابهتها العنف المشروع. الجزائر كانت تلحُّ دائمًا على ألَّا يكون هناكَ تدخُّلٌ أحاديُّ الجانب في مالِي من دون التكلِيف من الأممالمتحدة، والجزائر، وإنْ لم تؤد دورًا عسكريًّا مباشرًا، وإنمَا دورًا سياسيًّا ولوجستيًّا واقتصاديًّا، فهيَ تدافعُ كقوة وطنيَّة عن ترابها الوطنِي، ولذلك تساهمُ في استقرار دول الجوار، ولذلك تساهمُ في استقرار دول الجوار، والحلُّ هو السهرُ على ألَا يشكل الإرهابُ خطرًا على المنطقَة".