لا يبدُو تعيين رمضان العمامرة، وزيرَ خارجية جديدًا بالجزائر فألَ خيرٍ على الرباط، فالعمامرة المعين حديثًا، في أعقاب تعديل وزارِي، قام به الرئيس الجزائرِي، عبد العزيز بوتفليقة، يعدُّ واحدًا من العارفِين بالملفات الأكثر حساسيَّة، التِي تعنِي حكام المراديَة، ومنها قضيَّة الصحراء. على هذَا النحو صورَ موقع "أفريكُوم" وقعَ التعديل الوزاري الجزائرِي على المغرب، الذِي يعِي جيدًا أولويَّات الديبلوماسيَّة الجزائر، وكونه صحرائه موضوع نشاطها عبر عواصم العالم. فبعدما تولى العمامرة مهامًّا في لجنة السلم والأمن بالاتحاد الإفريقِي لمدة خمس سنوات. طبع الرجلُ مسارهُ المهنِي بتجربَة في واشنطنوالأممالمتحدة، مما سمحَ لهُ بتوسِيع دائرة علاقاته ومعارفه، وتنمية شبكة اتصالاته. وجعله مفاوضًا مرمُوقًا في نزاعات القارة السمرَاء. ومن حسن حظِّ الجزائر وسوئه بالنسبة إلَى المغرب، أنَّ ملفَّ الصحرَاء يحظَى بالأولويَّة، لدَى الزعيم الجديد لديبلوماسية قصر المراديَة. وإلَى جانب تعيين، العمامرة، الذِي يوصفُ بالاكثر معرفة لملفات تنصب العداء للمغرب ومواقفه، يأتِي تعيينُ العمامرة، حسب الموقع ذاته، على رأس الخارجيَّة الجزائريَّة، بمثابة ترجمة لرغبة جزائريَّة فِي إعادة تموقعها على الصعيد الدولِي. سعيًا إلى لعبِ دورٍ إقلِيمِيِّ مهم، بالنظر إلى ما يعتملُ في المنطقة من حراكٍ سواء في سوريا أو مصر أو تونس. وصلة بالربيع العربِي، الذِي لم يتحمس له حكام الجزائر، بإبدائهم دعمًا صريحًا، للقذافِي، وَآووْا أبناءَهُ فيما بعد، كان العمامرة قد تحرك على أكثر من جهة، كي يروج للموقف الإفريقِي الرافض لتدخل قوات حلف شمال الأطلسِي في ليبيَا، من أجل حماية المدنيين، حيثُ لم يتوانَى الوزير الحالِي، عن البحث لمخرجٍ آمن للقذافِي، عبر الدفاع عن حلول سياسيَّة مع نظام القذافِي. رأى رمضان لعمامرة النور عامَ 1952، بولاية بجاية، تخرج من المدرسة العليا للإدارة، تقلد عدة مناصب، منها الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، كما عينَ مبعوثاً للأمم المتحدة الى ليبيريا بين سنتي 2003 و 2007 ، تنضافُ إلى عدة مهام ديبلوماسيَّة، كبعثه سفيرا للجزائر لدى الأممالمتحدة فيما بين1993 و 1996. موازاة مع عدة وساطات قامَ بهَا في نزاعات إفريقيَّة. من جانبها، استبشرت البوليساريُو خيرًا، بتعيين العمامرة، على رأس الخارجيَّة الجزائريَّة، فسارعَ ما يعرفُ في جمهوريَّة الوهم بوزير الخارجيَّة، محمد سالم ولد السالك، إلَى البعث برسالة تنهئة إلى الوزير الجزائري الجديد، مهنئًا، ومثنيًا على توليه المنصب عن جدارة، وهوَ يدبجُ الرسالة بعبارات التعاون الثنائِي، كما لو تعلق الأمر بمسؤول دولة يخاطبُ نظيره في دولة شقيقة. إلى ذلك، يذْكَرُ أنَّ رمضان العمامرة، كان قدْ عُيِّنَ عامَ 2007، كمستشار مكلف بقضية الصحراء، في الجزائر، لإيلاء الملف أهميَّة يحال بموجبها إلى أحد أهم الإطارات بالخارجية الجزائرية، وفقَ ما اعتبرتهُ الجزائر آنذاك مساعيَ إلى تبويء القضيَّة مكانة ذات حظوة في أجندتها الخارجيَّة.