يستعد بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، لزيارة ثغريْ سبتة ومليلية المحتلين يوم غد الأربعاء، بعد التحول الذي وسم السياسة الخارجية الإيبيرية بخصوص قضية الصحراء المغربية، من أجل إطلاع النواب الإسبان على حيثيات القرار الرسمي للعاصمة مدريد. ويعقد رئيس الحكومة الإسبانية سلسلة من اللقاءات التفاعلية مع عدد من القيادات الحزبية خلال الأيام الأخيرة، وسط موجة التصريحات اليمينية الرافضة لأي تقارب بين الرباطومدريد، خاصة على مستوى قضية الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد، قال محمد الغلبزوري، أستاذ جامعي متتبع لتطورات العلاقات المغربية-الإسبانية، إن "العاصمتين نجحتا في تجاوز الأزمة العاصفة لأنهما يحتاجان إلى بعضهما البعض، بالنظر إلى المصالح الاقتصادية المشتركة في ظل الجائحة". وأضاف الغلبزوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "بيدرو سانشيز يواجه معارضة داخلية على مستوى الحكومة، ويتعلق الأمر ببوديموس وبعض قيادات الحزب الشعبي، لكنه قام في نهاية المطاف بإعادة العلاقات إلى مستواها الطبيعي". وأوضح الخبير في القانون الدولي أن "الاقتصاد هو الذي يحرك عجلة العلاقات السياسية، حيث ساهم الوضع الاقتصادي الهش للجنوب الإسباني، وكذا بسبتة ومليلية، في حسم الاتفاق المشترك بخصوص قضية الصحراء المغربية". وتابع المتحدث بأن "المعارضة تبقى مجرد فقاعات إعلامية من أجل إرضاء خاطر جبهة البوليساريو، لأن المصالح الاقتصادية هي جوهر العلاقات بين البلدين. وبالتالي، يرتقب أن تُفتح الحدود بين سبتة ومليلية والمغرب بعد زيارة سانشيز إلى الرباط". عبد الحميد بنخطاب، أستاذ جامعي متخصص في العلاقات الدولية، أورد بدوره أن "بيدرو سانشيز لم يتشاور مع مكونات التحالف الحكومي بخصوص القرار الأخير المتعلق بدعم مغربية الصحراء، خاصة المكون اليساري، ما جعل بعض الفعاليات الداخلية تنتقد فحوى القرار". ولفت بنخطاب، ضمن تصريحه، إلى أن "المعارضة الداخلية والخارجية للحكومة دفعت بيدرو سانشيز إلى تنظيم جولة بالثغرين المحتلين للتأكيد على أن الاتفاق الثنائي ينص على دعم مغربية الصحراء مقابل عدم المطالبة بثغري سبتة ومليلية". وأردف الباحث عينه بأن "رئيس الحكومة الإسبانية يواجه معارضة شرسة بدعوى أنه تخلى عن مبادئه اليسارية الداعمة للبوليساريو، لكن الاتفاق أكبر من الحكومة، حيث تدخلت جهات أخرى لدفع إسبانيا إلى قبول التوافق مع المغرب، بما يشمل الولاياتالمتحدة التي كان لها دور فعال في هذا الصدد".