تحولت أزمة الرباط، ومدريد إلى أزمة داخلية في إسبانيا، وسط مسارعة الزعماء السياسيين من مختلف التوجهات الحزبية، إلى زيارة سبتةالمحتلة، للإعلان عن مواقفهم بخصوص الأزمة، واستمالة ناخبيهم فيها. وفي السياق ذاته، زار زعيم الحزب الشعبي المعارض، بابلو كاسادو، أمس الخميس، سبتةالمحتلة، مظهرا دعمه للحكومة الإسبانية المركزية، في تشبثها بالثغرين المحتلين، بحجة "ضمان السيادة الوطنية، وسلامة الحدود". ودعا كاسادو الحكومة المركزية إلى إطلاق خطة استراتيجية جديدة في سبتة، ومليلية المحتلتين، وتعزيز حضور الجيش، والحرس المدني، وتحسين البنى التحتية فيهما، وإطلاق خطة اقتصادية جديدة مع تحفيزات ضريبية، لمواجهة التحديات الاقتصادية، التي يعيشها الثغران المحتلان. وطالب كاسادو، كذلك، بإعادة أربعة آلاف مغربي، كانوا قد دخلوا إلى سبتة، قبل أسبوعين، في إطار الموجة الجماعية من الهجرة، وقال إنه يجب أن يعودوا، بما فيهم القاصرون. وعن الأزمة مع المغرب، دعا كاسادو إلى حل الخلاف داخل الاتحاد الأوربي، مع وضع اعتباري خاص لمدينتي سبتة، ومليلية المحتلتين، وقال في إشارة إلى السياج المحيط بهما: "لدينا حدود مع أكبر تفاوت في الدخل في العالم"، مطالبا بتشديدات تمنع الهجرة غير النظامية للثغرين المحتلين. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للثغر المحتل أن استقبل، خلال الأزمة المغربية الإسبانية، رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير داخليته فيرناندو كراند مارلاسكا، كما استقبل، كذلك، زعماء من حزب "فوكس" المتطرف، المعادي للمهاجرين، ليصل، خلال الأسبوع الجاري، دور الحزب الشعبي. يذكر أن بابلو كاسادو، زعيم المعارضة البرلمانية في الحكومة الإسبانية، سبق له أن أجرى جلسات حوار مع زعماء أحزاب مغربية، منها الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وهي اللقاءات، التي حمل فيها حكومة بلاده مسؤولية تدهور علاقاتها مع المغرب، بقبولها استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية بهوية مزورة، أعقبها إصداره تصريحات، يطالب فيها وزيرة خارجية بلاده بالاستقالة، بسبب سوء تدبيرها للأزمة مع المغرب.