بدت جبهة البوليساريو الانفصالية "منتشية جدا" بالصورة التي التُقطت لزعيمها محمد عبد العزيز، وهو يصافح مبتسما الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وذلك يوم الثلاثاء بمناسبة فعاليات تشييع جثمان الزعيم الجنوب الإفريقي، نيلسون مانديلا، الذي وافته المنية الخميس الماضي. وروجت منابر ومواقع تابعة للجبهة الانفصالية بكثافة للصورة التي جمعت بين "المراكشي" بأوباما، في منصة ملعب "سويتو" الرئيسي الذي احتشد فيه الآلاف لتوديع جثمان مانديلا، حيث ظهر الرجلان مبتسميْن أمام آلة التصوير، في لقطة تبدو أنها عابرة. وعمدت منابر إعلامية وصفحات فايسبوكية، تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، إلى محاولة "تسييس" صورة المصافحة بين زعيم البوليساريو والرئيس الأمريكي، حيث اعتبرتها دليلا واضحا على "العلاقة الطيبة" بين إدارة واشنطن والمتحكم في رقاب ساكنة مخيمات تندوف. وزعمت مواقع إلكترونية للبوليساريو بأن الرئيس الأمريكي أوباما تحدث مع زعيم للبوليساريو، بخصوص المستجدات الأخيرة التي همت ملف الصحراء، وفق ما أورده موقع "الصحراء الآن"، قبل أن يستدرك بأن "الدردشة بين الطرفين كانت غير رسمية". وسرعان ما انبرت "حرب" تعليقات، شهدت رحاها مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، بين معلقين مغاربة وآخرين موالين لأطروحة الجبهة الانفصالية، حيث أورد كل طرف وجهة نظره "السياسية"، ورأيه في قراءة تحليلية للصورة التي جمعت عبد العزيز بأوباما. في جانب البوليساريو، تمحورت التعليقات على إعطاء الصورة بعدا سياسيا بحتا، حيث رأى معلقون انفصاليون بأن الصورة دليل على أن الرئيس الأمريكي يقدر ما سموه "الجمهورية الصحراوية"، ويأخذ بعين الاعتبار جهودها للانعتاق من ربقة "الاحتلال المغربي"، وفق تعبير هؤلاء المعلقين المنتشين بالصورة ذاتها. وقال آخرون إن "الصورة تأتي لتحطم الفرح المغربي نتائج زيارة الملك محمد السادس قبل أيام خلت لواشنطن"، عندما أصدرت الإدارة الأمريكية بلاغا تدعم فيه مقترح المغرب بإرساء الحكم الذاتي بالصحراء كحل منطقي وواقعي للنزاع"، مردفين أن "مصافحة واحدة هدمت كل الهالة الإعلامية والسياسية التي واكبت زيارة الملك لأمريكا". وأما في الجانب المغربي، فقد استند المعلقون على تفاهة حجج الانفصاليين إلى حد أنهم يتشبثون بصورة عابرة جمعت أوباما بزعيمهم، ليبنوا على إثرها أوهاما سياسية لا ترقى إلى الواقع، مادامت الإدارة الأمريكية كانت واضحة وحاسمة في موقفها من نزاع الصحراء. وذهب معلقون مغاربة إلى تحليل بنية الصورة التي "ركب" عليها الانفصاليون، حيث وجدوا بأنها صورة تبدو جليا كونها عابرة من حيث الزمن، فقد كان الرئيس يحمل في يده كأس مشروب، كما أن عينيه كانتا مصوبتين اتجاه آلة التصوير، ما يجعلها أشبه بصورة تحت طلب الطرف الثاني، وهو جبهة البوليساريو.