تقترب التحقيقات الإسبانية أكثر من مدبري عملية دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي بجواز سفر مزور إلى التراب الإسباني من أجل الاستشفاء؛ إذ تبين أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز له يد في تدبير هذه العملية التي عمقت الفجوة بين مدريد والرباط. ولام قاضي التحقيق في محكمة التعليمات السابعة بسرقسطة، الذي يحقق في الموضوع، بيدرو سانشيز على وصول الزعيم الانفصالي ووضعه مديرا للعملية. وأشارت صحيفة "إلموندو" إلى أنه "تقرر استدعاء الرجل الثاني في وزارة الخارجية كاميلو فيلارينو، مع الإبقاء على الوزيرة السابقة أرانتشا غونزاليس لايا قيد التحقيق. وتحدث القاضي رافائيل لاسالا عن درجة المعرفة بالجهاز الذي جلب غالي إلى إسبانيا، والذي أطلق في أبريل الماضي أكبر أزمة دبلوماسية مع المغرب في السنوات الأخيرة. وجاء في التحقيق الإسباني أن "مسؤولين في وزارات الخارجية والداخلية والدفاع شاركوا في هذه العملية"، وأن "رؤساء كل من هذه الوزارات لا يوجهون تعليمات أو أوامر لمسؤولين وزاريين آخرين"، مبرزا أن "إجراءات دخول غالي كانت فورية ومنسقة، وهو ما يبين أن رئيس الوزراء هو من كان يوجه هذا العمل المشترك". وأورد قاضي التحقيق أن "القرار النهائي لهذه العملية كان في يد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز"، مشددا على أنه "لم يتم التوصل إلى أن هؤلاء المسؤولين الوزاريين ساهموا في تزوير وثيقة هوية شخصية أو في تقديمها في مستشفى دي سان بيدرو في لوغرونيو". واعتبر القاضي لاسالا أنه "لا يمكن الحديث عن تستر على الجرائم التي كان يحقق مع إبراهيم غالي فيها في قضيتين مختلفتين أمام محكمة تحقيق مركزية". وأوضح أن التستر يشير إلى أن من يخضعون للتحقيق يجب أن يعلموا بارتكاب الجريمة، "وهو أمر يصعب التنبؤ به". ولم ترد وزيرة الخارجية السابقة على الأسئلة المرتبطة بضلوعها في قضية إبراهيم غالي التي تسببت في أكبر أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط على مدار العقود الماضية، مبررة ذلك ب "الأسرار الرسمية" للدولة الإسبانية. وكشفت مصادر قضائية إسبانية استدعاء المسؤولة الوزارية السابقة من لدن رئيس محكمة سرقسطة رافائيل لاسالا، من أجل الاستماع إلى شهادتها بخصوص تزوير هوية إبراهيم غالي، بناء على الشكاية التي تقدم بها المحامي أنطونيو أوردياليس أمام القضاء الإسباني. وقد اتفقت إسبانيا والجزائر على حيثيات الاستضافة خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري إلى مدريد، ليتم استقبال غالي بالقاعدة الجوية العسكرية لسرقسطة قصد تفادي الجدل الإعلامي على غرار بقية زياراته السرية.