يواجه حوالي ألف مغربي من المصابين بمرض نقص المناعة الأولي خطر الموت، بعد انقطاع دواء الأمينوكلوبيلين من مركز تحاقن الدم بالرباط والصيدليات. ويعتبر هذا الدواء الباهظ الثمن العلاج الوحيد لمرضى نقص المناعة الأولي، الذين يحصلون على حقن منه مدى الحياة. ويبلغ ثمن الحقنة الواحدة من حجم 10 ملغ 4800 درهم. وبحسب كمال الشافلي، عضو جمعية هاجر لمساعدة المصابين بضعف المناعة الأولي، فإن هذا الدواء انقطع في المغرب منذ شهر، ما عرض حياة المصابين للخطر. ويشير الشافلي، في تصريح لهسبريس، إلى أن وزارة الصحة لم تقدم أي توضيحات للجمعية عن أسباب هذا الانقطاع، الذي يهدد حياة المئات من الأطفال، وأشار إلى أن علاج ابنه البالغ من العمر 6 ست سنوات يكلف 15 ألف درهم شهريا، وإلى أن كمية الحقن يجب أن تعادل 0.5 ملغ لكل كيلوغرام، أي إنه كلما زاد الوزن زادت كمية الحقن. ولفت المتحدث ذاته إلى أن ابنه لم يعد حاليا قادرا على المشي بسبب عدم حصوله على الدواء، وأضاف أن دواء الايمنوكلوبيلين لا يتم بيعه إلا في مركز تحاقن الدم بالرباط، علما أن المصابين موزعين على مختلف المدن. كما دعا الشافلي وزارة الصحة إلى التحرك العاجل، واتخاذ التدابير المناسبة لحماية أرواح المئات من الأطفال الذين يواجهون خطر الموت بسبب اختفاء هذا الدواء الذي يلازمهم مدى الحياة. ولم يتسن لهسبريس الحصول على توضيحات من وزارة الصحة رغم المحاولات المتكررة. من جهته، يوضح البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، في تصريح لهسبريس، أن هذا الدواء يستخلص من البلازما بوسائل تقنية متطورة غير متوفرة في المغرب، لذلك يتم جلبه من الخارج، وتحديدا من فرنسا، إذ يتم إرسال كمية الدم من المملكة إلى مختبرات فرنسا لاستخلاص هذا الدواء، وأحيانا يتم استيراده مستخلصا من دماء أشخاص أجانب. وحسب البروفيسور بوصفيحة فإن أزمة هذا الدواء عالمية بسبب نقص التبرع بالدم وارتفاع ثمنه، مشيرا إلى أن مخزون الدم استهلك بشكل كبير خلال جائحة كورونا. ويضيف بوصفيحة أن استيراد هذا الدواء من فرنسا يتم من قبل شركة واحدة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تشترط رفع سعره بسبب ندرته. ويؤكد المتحدث ذاته أن هذا الدواء من المضادات التي تحمي من الجراثيم، والتي يستحيل في الوقت الراهن إنتاجها بطريقة صناعية، ولا يمكن الحصول عليها إلا باستخلاصها من البلازما. كما سجل المختص ذاته أن كمية الدم التي يتبرع بها المغاربة لا تكفي لسد حاجيات هذه الفئة من هذا الدواء، ما يستدعي مزيدا من تحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالدم. وسجل أستاذ طب الأطفال أن الأشخاص المصابين بمرض المناعة الأولي يواجهون مخاطر كثيرة بعد انقطاع الدواء، تصل إلى حد الموت، مشيرا إلى أنهم يدخلون المستشفيات بعد أربعة أسابيع من عدم حصولهم على الدواء، إلا أن علاج الأعراض لا ينفع معهم. ويرى بوصفيحة أن حوالي 90 في المائة من المغاربة المصابين بهذا المرض يموتون دون تشخيص إصابتهم، إذ كثيرا ما يتم تضييع الوقت في علاج الأعراض دون جدوى، داعيا إلى ضرورة تشخيص هذا المرض أولا بقياس المناعة؛ ويضيف أن عدد المصابين بهذا المرض يقارب 10 آلاف مغربي، إلا أن عدد الذين تم تشخيص إصابتهم لا يتجاوز الألف. يذكر أن دواء الامينوكلوبيلين يستعمل في علاج أمراض أخرى، كاعتلال الأعصاب والالتهاب الوعائي الحاد المعروف بكازاواكي.