أثارت الأحكام الصادرة في حق عدد من الأساتذة أطر الأكاديميات، بعد متابعتهم قضائيا بمدينة الرباط، موجة من الغضب والاحتقان في صفوف الشغيلة التعليمية بعدد من المؤسسات التربوية بجهات المغرب، وبدأت بيانات التنديد والاستنكار والتضامن تتقاطر من الهيئات النقابية والتنسيقيات الفئوية. ودعت مجموعة من الهيئات النقابية والتنسيقيات، في بيانات توصلت بها هسبريس، إلى التضامن مع "الأساتذة المتعاقدين" عبر الانخراط في عدد من الإضرابات عن العمل، المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، مع حمل شارات احتجاجية سوداء طيلة الأسبوع المقبل، الذي نعتته بعض التنظيمات ب"أسبوع الغضب"، فضلا عن تنظيم وقفات استنكارية داخل المؤسسات التربوية وأمام المديريات الإقليمية أو الأكاديميات الجهوية. وعلى مستوى إقليمسطات، خاضت النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش) إضرابا إقليميا عن العمل، مصحوبا بوقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بسطات، إلى جانب عدد من أطر الأكاديمية التابعين ل"تنسيقية سطات للأساتذة الذين فرض عيهم التعاقد"، تضامنا مع زملائهم المتابعين قضائيا وتنديدا بكل ما يحاك ضد المدرسة العمومية. وفي السياق ذاته، وصفت الجامعة الحرة للتعليم بسطات، التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الأحكام الصادرة في حق أطر الأكاديميات ب"الجائرة والقاسية"، معلنة إدانتها ورفضها كل أشكال "القمع الممارس على الأساتذة المفروض عليهم التعاقد"، مؤكدة أن "الاحتجاج السلمي الذي عبر عنه الأساتذة حق مكفول دستوريا لتحقيق المطالب المشروعة". ونددت الهيئة النقابية ذاتها بتلك الأحكام، معبرة عن تضامنها اللا مشروط مع أطر الأكاديميات، داعية إلى التنسيق بين المكاتب المحلية والإقليمية والجهوية والمكتب الوطني للإعلان عن أسبوع الغضب الذي يتضمن محطات نضالية تصعيدية، فضلا عن الدعوة إلى الوحدة النقابية على جميع المستويات مع النقابات الأكثر تمثيلية للدفاع عن كرامة الأسرة التعليمية وصونها. بدورها، أصدرت الجامعة الوطنية للتعليم، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بيانات تنديدية واستنكارية تضامنية عدة مع الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، ودعا مكتباها الإقليميان بكل من برشيدوسطات رجال التعليم ونساءه إلى إضراب إقليمي اليوم السبت، مع حمل الشارة السوداء طيلة أسبوع "الغضب" ابتداء من يوم الاثنين المقبل. وبسيدي بنور بجهة البيضاء-سطات، دعا المكتب الإقليمي للنقابة ذاتها عموم الشغيلة التعليمية إلى الانخراط في أسبوع الغضب وحمل الشارات السوداء، مع تجسيد وقفات داخل المؤسسات التربوية خلال الحصتين الصباحية والمسائية، يومي 14 و15 مارس الجاري، وخوض إضراب إنذاري يوم الأربعاء 16 مارس، وتنفيذ وقفة احتجاجية أمام المديرية الإقليمية يوم الخميس 17 مارس. وأدان المكتب الإقليمي للفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، المنضوي في النقابة عينها، ما وصفه ب"القمع الهمجي الذي تعرض له الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، مستنكرا "كل الأحكام الجائرة في حق كافة الأستاذات والأساتذة"، مطالبا في الوقت نفسه ب"إسقاط كل المتابعات الحالية والسابقة". كما دعا المكتب الإقليميبسطات للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الأسرة التعليمية عموما، ومناضلات ومناضلي الهيئة النقابية المذكورة، إلى خوض إضراب إقليمي اليوم السبت للتعبير عن التضامن مع أطر الأكاديمية، معلنا استنكاره وشجبه كل الإجراءات الرامية إلى كسر نضالات الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، مطالبا بإلغاء كل المتابعات القضائية في حق الأساتذة. وفي خطوة تصعيدية، دعا المجلس الوطني الاستثنائي للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي إلى خوض أشكال احتجاجية في إطار ما نعته بلاغ له، توصلت به هسبريس، بأسبوع الغضب، تحت شعار" كرامة المدرس خط أحمر"، انطلاقا من الاثنين 14 إلى السبت 19 مارس، تتمثل في إضراب وطني عام عن العمل في قطاع التعليم يومي الخميس والجمعة 17 و18 مارس، ووقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية أو الأكاديميات الجهوية يوم الجمعة 18 مارس.