"العلاقات بين دول أمريكان اللاتنية ومدينة طنجة ليس بالضرورة أن تمر عبر الرّباط".. كانت هذه هي الفكرة الرئيسة التي حاول عمدة طنجة، فؤاد العماري، أن يوصلها إلى 7 سفراء من دول أمريكا اللاتينية استضافهم بمقر البلدية لتطوير العلاقات بين بلدانهم ومدينة طنجة المُقبلة على لعب دور اقتصاديرحيوي في حوض البحر الأبيض المتوسط بأفق 2017، حيث ستنتهي أغلب المشاريع الكبرى التي ستغير معالم "المدينة المُستقبل". عمدة طنجة، وفي كلمة له أمام سفراء كل من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا والشيلي والبراغواي والدومينيكان وكلومبيا، قال إنّ تدعيم الروابط بين هذه الدول اللاتنية ومدينة طنجة يعتمد على العوامل التاريخية التي تجمع بين مدينة تعرضت للاستعمار الاسباني، وحفنت من ثقافته، ودول لاتينية مرت من نفس التجربة الاستعمارية، ولها تقريبا نفس الثقافة. إن كانت هذه الدول تتحدث الاسبانية لغة رسمية، فاللغة الثانية في منطقة الشمال المغربي، وطنجة تحديدا، هي الاسبانية كذك، وإن كانت لهذه الدول ثقافات من حجم "الإنكا" و"المايا" فشمال المغرب له ثقافة جْبَالة والريف، وكلها ثقافات احتضنها المتوسط.. يقول العماري في تدخله الذي التجأ فيه إلى استحضار كرنولوجيا تاريخية لتبيان آهمية التعاون وتطوير الشراكة بين دول أمريكا الجنوبية وعاصمة البوغاز اللاعبة دورها كبوابة للقارة الإفريقيّة. العماري استعرض أهمية طنجة التاريخية والثقافية والاقتصادية بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية، مبرزا أهمية عقد شراكات بين مدن هذه الدول وعاصمة الشمال المغربي "لوجود روابط مشتركة" حسب وصف العماري الذي أكد أن آغلب شوارع طنجة تحمل أسماء لدول أمريكا اللاتينية، قبل أن يُعرج على التبادل التجاري بين هذه الدول والمغرب ليشير إلى أنه يعرف أرقاما هزيلة، وهو ما يجب أن "نعمل على تطويره" يقول العماري لسفراء الدول المشاركة في هذا اللقاء، وذلك بالرفع من الميزان التجاري واستكشاف آفاق الاستثمار خصوصا في طنجة التي لها ميناء يعد من بين ال15 الأوائل في العالم، ولها موقع على المتوسط حيث 30 في المائة من التجارة العالمية تمر من مضيق جبل طارق، ولها استثمارات وصلت إلى مليار دولار في مشاريع كبرى ستغير معالم المدينة في أفق 2017. من جانبه اعتبر سفير الدومينيكان بالمغرب وعميد سفراء دول أمريكا اللاتينية، أن العديد من الأشياء تجمع هذه الدول بالمغرب، منها الثقافة والتاريخ، كما أكد علر وجود المُشترك الذي يجمع دول أمريكا اللاتينية ومدينة طنجة. وهو ما سار عليه أيضا سفير التشيلي بالمغرب حينما أكد على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين هذه البلدان ومدينة طنجة تحديدا التي تعتبر مدينة استراتيجية وحيوية في المتوسط لمن يرغب في التوجه شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا من العالم. في هذا السياق، أكد العماري أن طنجة ستحتضن قريبا "دار أمريكا" لتكون جسرا للتواصل والتلاقح والتعاون بين دول أمريكا اللاتينية وطنجة. كما ساهم هذا اللقاء في تهيئ عقد اتفاقيات توأمة مع العديد من المدن في هذه الدول، هذا في الوقت الذي سبق أن تم عقد توأمة في نفس السياق بين طنجة ومدينة "فال براييسو" التشيلية، وهي ثاني أهم مدينة بعد عاصمة التشيلي، سانتياغو.