لم يفوت عمدة طنجة، فؤاد العماري، مناسبة استقباله لسبعة من سفراء دول أمريكا اللاتنية، لاستعراض مختلف العوامل والروابط التاريخية التي تشجع على فتح آفاق لعلاقات أرحب وفي شتى المجالات بين مدينة طنجة وبين مختلف دول أمريكا اللاتنية. "الإرث الذي خلفه التواجد الإسباني في مدينة طنجة التي اغترفت ثقافة الجارة الشمالية للمغرب، لا شك أنها من أكثر العوامل التي يمكن أن تشكل حافزا لتنمية علاقات مع دول أمريكا اللاتنية التي مرت من نفس التجربة تقريبا"، هكذا تحدث فؤاد العماري خلال اللقاء الذي جمعه عشية يوم الخميس مع سفراء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا والشيلي والبراغواي والدومينيكان وكلومبيا. وأبرز عمدة المدينة كذلك، أنه وكما للغة الإسبانية حضور كبير في دول أمريكا اللاتنية، فإن هذه اللغة تعتبر كذلك بمثابة اللغة الثانية في مدن شمال المملكة المغربية ومدينة طنجة تحديدا، بفعل العوامل الجغرافية والتاريخية. المؤهلات الإقتصادية لمدينة البوغاز، كانت هي الأخرى حاضرة بقوة في حديث العمدة مع ضيوف مدينة طنجة، "وكلها عوامل تشجع على تنمية التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين المغرب من جهة وبين دول أمريكا اللاتنية"، يقول العماري. أعضاء الوفد الديبلوماسي، وفي كلمات لهم بالمناسبة، أجمعوا على أن مدينة طنجة ذات الموقع الاستراتيجي، جديرة بأن تكون محطة استثمارية، كتثمين للإرث المشترك في المجال التاريخي والثقافي بين المغرب من جهة وبين دول أمريكا اللاتنية من جهة ثانية. اللقاء أيضا شكل مناسبة، أعلن خلالها عمدة طنجة فؤاد العماري، عن قرب افتتاح دار" أمريكا اللاتينية" بطنجة، فضلا عن عزم المجلس البلدي لمدينة ذات البحرين، تسمية المزيد من الشوارع بأسماء لدول أمريكا اللاتنية، كما هو الحال بالنسبة لعدد من المحاور الطرقية المهمة "التي تشهد على متانة العلاقات بين المغرب وهذه الدول"، حسب ذات المسؤول الجماعي. ويأتي هذا اللقاء كبداية زيارة يقوم بها الوفد الديبلوماسي لأمريكا اللاتنية، لمدينة طنجة، وهي الزيارة التي سيتم خلالها أيضا إجراء مجموعة من اللقاءات مع مختلف الفاعلين المحليين للاطلاع على التجارب المغربية في مجال تدبير الشأن العام المحلي، بالإضافة للوقوف على الإمكانيات الاقتصادية والمعالم التاريخية التي تزخر بها المدينة. كما يهدف هذا اللقاء الذي يعد الثاني من نوعه مع سفراء أمريكا اللاتنية، بعد لقاء مماثل تم ّإجراؤه في العاصمة الرباط في شهر ماي الماضي، إلى تفعيل مقتضيات الخطب الملكية التي نادت بضرورة انخراط كافة مكونات الدولة في الديبلوماسية الموازيةن من أجل تسويق صورة المغرب والدفاع عن قضاياه الوطنية الكبرى.