دخل حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف حكومة إقليمية للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعد مشاركته في ائتلاف مع الحزب الشعبي اليميني، الخميس، ومن شأن ذلك أن يمنح الحزب تأثيرا كبيرا في السياسة الإسبانية. وبموجب نظام البلاد اللامركزي إلى حد بعيد، تتمتع مناطق إسبانيا ال17 بسلطات واسعة، ما يعني أن دخول "فوكس" الحكومة الإقليمية في منطقة كاستيا وليون شمال مدريد قد يمهد لتقاسمه السلطة مستقبلا على الصعيدين الإقليمي والوطني. وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها حزب يميني متطرف في السلطة في إسبانيا منذ عودة البلاد إلى الحكم الديمقراطي؛ بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو عام 1975. وسرعان ما تعرض الحزب الشعبي، الذي يعد أحد أبرز أحزاب المعارضة، لهجوم حاد من جانب حزب العمال الاشتراكي الحاكم الذي انتقد التقارب مع اليمين المتطرف. ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الائتلاف بأنه "نبأ سيئ للغاية للديمقراطية الإسبانية، وكذلك للحزب الشعبي"، مضيفا: "إنهم يفتحون الباب للمرة الأولى في ديمقراطيتنا الحديثة أمام حكومة من اليمين المتطرف". لكن ألفونسو فيرنانديز مانويتشو، زعيم الحزب الشعبي في المنطقة، اعتبر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع "فوكس" "سيسمح بتشكيل حكومة مستقرة". وسيحتل "فوكس" ثاني أهم منصب في حكومة كاستيا وليون، كما سيترأس ثلاثة من مجالس المنطقة العشرة إضافة إلى برلمان المنطقة. ويمكن لائتلاف "فوكس" والحزب الشعبي أن يقدم لمحة عن شكل التحالف اليميني الذي قد يحكم إسبانيا بعد الانتخابات العامة المقبلة المقررة بحلول نهاية عام 2023. وحقق "فوكس" اختراقا في السياسة المحلية بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات الإقليمية المبكرة الشهر الماضي، التي تمكن فيها من حصد 13 مقعدا في برلمان كاستيا وليون المكون من 81 مقعدا، بعد أن كان يحتل مقعدا واحدا. وقال خوان غارسيا-غاياردو، زعيم الحزب في منطقة كاستيا وليون: "هذا يوم تاريخي بالنسبة لفوكس. إنها المرة الأولى التي ندخل فيها حكومة إقليمية". تأسس حزب "فوكس" عام 2014 وظل هامشيا في السياسة الإسبانية قبل أن يشكل دخوله البرلمان للمرة الأولى عام 2018 صدمة في إسبانيا، حيث فاز بمقاعد في برلمان منطقة الأندلس الجنوبية. وينادي الحزب اليميني المتطرف بإبطال قانون يحظر رموز حقبة فرانكو وتشريعات تهدف إلى حماية ضحايا العنف المنزلي، إضافة إلى معاداته للمهاجرين.