استعرض قادة أحزاب اليسار واليمين في إسبانيا الجمعة قوتها في ختام الحملة الانتخابية قبل يومين من الانتخابات التي تثير الشكوك بشأن قدرة كل من الطرفين على تشكيل حكومة جديدة. وبعد أسبوعين من الفعاليات الانتخابية في جميع أنحاء إسبانيا، أنهت الأحزاب الوطنية الكبرى والأحزاب الأقليمية والقومية وتيارات أخرى صغيرة أحد أكثر الحملات شراسة في العقود الأخيرة والتي تؤكد نهاية الثنائية الحزبية في البلاد. وتخوض خمسة أحزاب هي الحزب الأشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المحافظ الذي يمثل يمين الوسط وحزب "مواطنون" الليبرالي وحزب "بوديموس" اليساري و"فوكس" اليميني المتطرف انتخابات غير مسبوقة في إسبانيا بسبب الانقسام غير المسبوق في تكتل اليمين. وركز الحزبان الاشتراكي والشعبي خلال الحملة الانتخابية على حصد أصوات ناخبي اليسار واليمين على الترتيب وتطلع كل من بدرو سانشيز الرئيس الحالي للحكومة الإسبانية وبابلو كاسادو زعيم الحزب الشعبي للخروج من الانتخابات أقوياء كقادة للحزبين الرئيسيين من أجل ايجاد تحالفات تقودهما إلى النصر. وحذر سانشيز من "خطر" الحزب الشعبي الذي يتزعمه كاسادو الذي مهد الطريق الجمعة أمام انضمام حزب "فوكس" اليميني المتطرف إلى حكومته في حال توليه السلطة. وذكر سانشيز في أحد آخر مؤتمراته في إطار الحملة التي طالب فيها المترددين بالتصويت للحزب الاشتراكي "الفوز لا يعني الحكم. يجب علينا الفوز والحكم، إذا لم نحكم، فهذا لا يعنني أننا لم نفز". من جانبه، حذر كاسادو من أن التصويت لصالح حزب "فوكس" او حزب "مواطنون" يمثل "معروفا" لسانشيز و"شركائه" في حزب بوديموس والقوميين الباسكيين والكتالونيين. بينما أكد الليبرالي ألبيرت ريبيرا أن هدفه الاطاحة بسانشيز من الحكومة وعدم تقسيم مناصب مع أحزاب أخرى. بينما حذر بابلو اجليساس زعيم حزب "بوديموس" من اتفاق محتمل بين الحزب الاشتراكي وحزب "مواطنون" في حال جمع عدد المقاعد الضرورية للحكم ولذا أوضح أن التصويت لصالح الاشتراكيين "ليس ضمانا" بأنهم سيطبقون سياسات اليسار. واختار زعيم حزب "فوكس" سانتياجو أباسكال ميدان كولون في مدريد رمز اتحاد "أحزاب اليمين الثلاثة" بسبب المسيرة المؤيدة لاتحاد إسبانيا التي نظمت هناك في فبراير/شباط الماضي. وتشهد هذه الانتخابات غموضا لانها المرة الأولى التي يمكن أن تفرز فيها خمسة أحزاب كبرى بالبرلمان منذ عودة الديمقراطية في عام 1977 بعد صعود حزب "فوكس". وكشف مركز الابحاث الاجتماعية الوطني منذ أسبوعين أن 41% من الناخبين لا يزالوا مترددين وأن العديد منهم سيتخذون قرارا في الأيام الأخيرة من الحملة. وركز الاشتراكيون وائتلاف "متحدون نستطيع" حملتهما على قضايا اجتماعية مثل التوظيف والمعاشات والصحة والتعليم، بينما شددت أحزاب اليمين على التنديد بالدعوات لاستقلال إقليم كتالونيا وتقليل الضرائب. وتشير الاستطلاعات بالإجماع إلى أن الاشتراكيين بقيادة سانشيز سيتصدرون المشهد لكن دون أغلبية في الحكومة، ما سيجبرهم على التفاوض مع حزب "متحدون نستطيع" أو حزب "مواطنون" او أي حزب صغير.